الإسلام أول من كرًم وأعلى شأن المرأة امًا وزوجة
بين الفينة والأخرى تثار قضية العنف ضد المرأة والمطالبات الدولية ومنها ادعاء ضرب الزوجة! وضرورة حصول المرأة على حقوقها كاملة غير منقوصة ومساواتها بالرجل في جميع المجالات
ونسى العالم المتحضر الذي يبحث عن حرية المرأة ومنحها حقوقها هكذا يزعم أن الإسلام هو أول من كرًم المرأة ورفع شأنها اما وزوجة وبنتا واختا وخالة وعمة، بل فرض الإسلام على الرجل أن يكرمها حسب احوالها ولا يهينها ولا ينقص من قدرها بعد أن كانت في الجاهلية سلعة تباع وتشتري كالمتاع بل للأسف تورث للورثة كالزوجة مثلا، ولا بد لنا أن نتفق على أن تكريم المرأة ليس في التعري ولا السفور، كما أن تكريم المرأة ليس في مخالفتها طبيعتها التي خلقها الله عليها، بل تكريم المرأة في وضعها في مكانتها التي خلقها الله من أجلها، فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العدديّة، بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تربية الأجيال الصاعدة، وتربيتها تربية سليمة متكاملة لأن الأجيال القادمة هي مستقبل الأوطان وأركان نهضتها فالإسلام كرم المرأة بأنه خصص بإسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها سورة النساء، وحتى يتبين لنا كيف كان الإسلام اول من كرّم المرأة في الواقع لا بد أن نعرف كيف كانت المرأة قبل الإسلام
فكان أهل الجاهلية لا يعطون المرأة حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: لا يرثنا إلا من يحمل السيف! فجاء الإسلام فرفع شأن المرأة في هذا الجانب وأقر لها حقًا في الميراث زوجة وأمًا وبنتًا وأختًا قال الله تعالى: (للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا).
فأننا اليوم عندما نرى الدولة تقنن تكريم المرأة واعطائها حقوقها، وتنشأ مجلس لها باسم المرأة والأمومة وغيرها، يأتي هذا الأمر من تعاليم الشريعة الإسلامية التي هي المصدر الرئيسي للتشريع وليس استجابة لمطالب ما يسمى بمنظمات وهيئات دولية تزعم إنه ا تعمل على إعطاء المرأة حقوقها
فالإسلام له مظاهر احترام للمرأة متعددة أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
فقبل الإسلام لم يكن للزوجة صداق ولا مهر عند بعض القبائل في الجاهلية بل كان يشتري الزوج زوجته بدفع ثمنها لأبيها، وجاء الإسلام فأبطل ذلك وجعل لها مهرًا وصداقًا من حقها لا يأخذ أحد منه شيئًا إلا بطيب نفس منها قال الله تعالى: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا).
كما لم يكن للمرأة على زوجها أي حق، وليس للطلاق عدد محدود، وليس لتعدد الزوجات عدد معين، وكانوا إذا مات الرجل، وله زوجة وأولاد من غيرها، كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثًا كبقية أموال أبيه!
اما عن معاملتها فقد رسخ الإسلام حسن معاملتها بعد ان كانت متاع لا كرامة لها ولا حقوق، فقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أولى الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أمك، قيل ثم من؟ قال: أبوك».
وكرم الإسلام المرأة زوجة، فجعل الزواج منها آية من آياته فقال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، واستوصى بها النبي خيرا كما قال في خطبة حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله،
وعلى الزوج أن يكون واسع الخلق، طيب الخلق، يعالج بالحكمة والرفق والكلام الطيب، مهما أمكن، إلا عند الضرورة القصوى؛ فيكون الضرب خفيفًا غير مبرح، إذا لم يُغْنِ العلاجُ الآخر والأسبابُ الأخرى شيئًا.
اما عن مكانتها في بيتها فقد جعلها مسؤولة كالرجل فقال صلى الله عليه وسلم: «المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، وقال عليه السلام أيضًا: «الرجل سيد على أهله والمرأة سيدة في بيتها».
كما كرّم الإسلام المرأة بنتًا، وقال الإمام الشافعي رحمه الله: «البنون نِعم، والبنات حسنات، والله عزّ وجل يحاسب على النِعم، ويجازي على الحسنات»، وكرّم الإسلام المرأة أختًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل بهن الجنة».
وقد ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ولكن بما يلائم تكوينها وفطرتها التي خلقها الله عليها، وجعل ميزان التفاضل العمل الصالح والتقوى فقال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وقال عليه السلام: «النساء شقائق الرجال».
وجعل للزوجة حقوقًا على زوجها أجملها الله تعالى بقوله: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وقوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وكان العرب في الجاهلية يُكرهون إماءهم على الزنا، ويأخذون أجورهم، وجاء الإسلام فأنكر ذلك ونهى عنه واستقبحه.
ومن مظاهر تكريم المرأة في الإسلام أيضا الاهتمام بتعليمها، فعن أبي سعيد الخدري، قالت النساء للنبي: «غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن، وأمرهن». يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «كنا في الجاهلية لا نعُد النساء شيئًا، فلما جاء الإسلام، وذكرهن الله رأينا لهن بذلك علينا حقًا
فهل بعد سرد هذه الصور من تكريم الإسلام للمرأة يأتي من يطالب بحقوق المرأة، ظنا منه إنه أتى بما لم يأتي به الأوائل، أقول له وللعالم اجمع أن الإسلام هو أول من أنصف المرأة واعطاها كامل حقها، في الوقت الذي كانت فيه المرأة في الغرب متاع مباح للرجل
وأختم مقالي هذا بما أكدته لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن ضرب الزوجات محظور حسب الأصل، مطالبة بمناقشة هذه القضية بما يمنع هذا التصرف الشائن من أناس لا يعرفون حقيقة دينهم