أزمات ليبيا عرض مستمر.. رئيس الحكومة يتمسك بمنصبه ويتهم البرلمان بإنشاء سلطة موازية
دخلت ليبيا في أزمة سياسية جديدة في ظل تمسك رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، بالاستمرار في منصبه، في الوقت الذي يسعى فيه مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة من المقرر أن يختار رئيسها الجديد في جلسته يوم الخميس المقبل، ليخلف الدبيبة، ما ينذر بوجود سلطتين بالبلاد والعودة خطوات إلى الوراء عندما كانت هناك حكومتان، واحدة في الشرق وأخرى في الغرب.
وظهر الدبيبة، في بيان مصور مساء اليوم الثلاثاء، ليؤكد تمسكه باستمرار حكومته في عملها لحين تسليم مهامها إلى سلطة منتخبة، وذلك رغم فشل الحكومة في عقد الانتخابات التي كان مقررا لها يوم 24 ديسمبر، وفقا لمخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي، الذي عُقد في جنيف وانبثقت عنه السلطة الحالية في البلاد، المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية.
وقال الدبيبة إنه لن يسمح بمراحل انتقالية جديدة في ليبيا ولن يسمح بعودة الطبقة المهيمنة منذ سنوات للاستفراد بالمشهد والعبث بالبلاد ومستقبل شعبها مرة أخرى - وفق قوله - ووجه حديثه للشعب الليبي، قائلا: أخشى عليكم من تلك الطبقة السياسية المهيمنة خلال السنوات الماضية من أن تجرنا مرة أخرى لمربع الانقسام والفوضى، واليوم نراهم يحاولون التمديد لأنفسهم أكثر وأكثر.
خارطة طريق جديدة في ليبيا
وبينما أقر مجلس النواب الليبي، برئاسة عقيلة صالح، خارطة طريق جديدة تتضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية خلال 14 شهرا من تعديل الإعلان الدستوري بالتعاون مع المجلس الأعلى للدولة في طرابلس، يقول الدبيبة إنه شرع في مشاورات واسعة لتقديم خطة عمل لإجراء الانتخابات تنطلق في يونيو القادم.
واتهم الدبيبة مجلس النواب بالتزوير في عملية سحب الثقة من حكومته، واعتبر أن جهود البرلمان لتشكيل حكومة جديدة لخلافة حكومته، ستوجد سلطة موازية في البلاد، كما اتهم خطوات البرلمان لاختيار رئيس جديد للحكومة، بأنها تحالف بين السلطة والمال، والدفع بأبناء الشعب الليبي إلى الحرب من أجل الحكم والمال.
واستطرد: في الحرب بعضهم اتهم الآخر بالإرهاب والإخوان، والآخر اتهمهم بحكم العسكر والطغيان، واليوم من يسمونهم بالعسكر والإخوان يعملون بقلب رجل واحد لتعطيل الانتخابات لاقتسام السلطة والتمديد لأنفسهم.
وأشار الدبيبة إلى استعداده لمراجعة قراره في الترشح للانتخابات الرئاسية، في حال كان ذلك في صالح الشعب وفي حالة تعهد باقي المترشحين المؤثرين باتخاذ نفس القرار.
ويعد مجلس النواب من جهته أن مهمة الحكومة الحالية برئاسة الدبيبة، انتهت بانقضاء موعد 24 ديسمبر، باعتبار أن مهمتها كانت حتى هذا الموعد رغم الفشل في عقد الانتخابات خلاله، لذلك يسعى لتشكيل حكومة جديدة، وفي جلسة قبل أيام أقر أعضاء المجلس خارطة الطريق الجديدة بالإجماع، كما تلقى ملفات 7 مترشحين لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، لكن الشروط تنطبق على اثنين منهم هما: فتحي باشاغا وخالد البيباص، ومن المقرر أن يصوت على اختيار أحدهما في جلسة يوم الخميس المقبل.
وعملا بالشروط، قدم المترشح لرئاسة الحكومة فتحي باشاغا، تعهدا بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.