عقوق الآباء وإباحة الموسيقى.. الأسئلة الأكثر تكرارا بـ جناح الأزهر الشريف داخل معرض الكتاب
شهدت فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ53، التي انتهت أمس، العديد من الأحداث، والمشاركات الواسعة، والمشاهد المهمة، والمتنوعة، كما شهد تميز بعض الأجنحة، التي لاقت نجاحا وإقبالا جماهيريا كبيرا طوال أيام انعقاد المعرض.
تمتع جناح الأزهر الشريف داخل معرض الكتاب، بإقبال متزايد من الزوار، والمهتمين بما يقدمه هذا الجناح المتميز، فهو يقدم لزائري المعرض كتبا متنوعة، وفعاليات ترفيهية، وفعاليات ثقافية، وخدمات، ومن تلك الخدمات، جانب الفتوى الملحق بالجناح الأزهري، والذي نجح في استقطاب الكثيرين من جماهير الحدث الدولي الكبير، لأخذ الرأي السليم من المؤسسة الدينية الأكبر في العالم، في عدد من القضايا التي تشغلهم.
ويقول الشيخ أحمد ممدوح، الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية، وأحد المسؤولين عن الإفتاء داخل الجناح: نشهد إقبالا كبيرا ومتنوعا من الزائرين، حيث تتعدد الأعمار والهويات، كما أرى أن هناك نسبا متقاربة، تكاد تكون متساوية، بين البنين والبنات، وأما الاعمار، فالأغلب هم من أجيال الشباب، بداية من سن 15 عاما تقريبا.
ويضيف مفتي الجناح في تصريح لـ القاهرة 24: تعددت المسائل التي واجهتها خلال أيام المعرض، لكن أغرب ما مر من مسائل، ولا أقصد غرابة السؤال في ذاته، بل أعداد السائلين، هو عقوق الآباء، والمقصود أن عقوق الآباء للأبناء، وليس العكس، أو ما هو متعارف عليه.
وأضاف: تأتي الأسئلة في تلك المسألة متعددة الصياغة والجوانب، لكنها تتفق في شيء واحد، وهو ظلم الآباء لهم حسب ما يرون، فـ أحدهم يقول إن والديه يتدخلان في حياته الزوجية، وآخر يقول إن والده غير طيب العشرة، وينتهي الأمر بالسؤال المباشر، هل يقع عليّ إثم إن قاطعت أمي وأبي؟، وردي يكون «حتى وإن كانوا ظالمين، فعليكم الطاعة، ما لم يأمروا بمعصية، لكن لا تقاطعوا آباءكم مهما تعددت الأسباب».
أسئلة شائعة.. أحكام الملابس والوشم
وأما عن المسائل الشائعة بين الشباب يقول: السؤال عن إباحة الموسيقى والغناء، هو من أكثر وأشهر الأسئلة التي أواجهها، فمعظم الشباب اختلطت عليهم الأمور، بسبب انتشار الأفكار المشوهة، والمبنية على غير علم، فالأصل في الأحكام، الإباحة، وإن كانت الموسيقى لا تتطرق إلى أمور مرفوضة، أو تصاحبها مخالفات شرعية، فهي مباحة.
ويتحدث الشيخ أحمد ممدوح عن مشكلة تواجه الكثيرين، رصدها خلال أيام المعرض، حيث يقول: الكثير من الشباب يعاني من التشتت، حيث تتقاذفه العديد من الأفكار، التي تجعله في النهاية، بعيدا الطريق السليم، فيأتي هنا العديد من الشباب، ليسألوني، من أين أبدأ؟، وتعدد المقاصد من هذا السؤال فـ البعض يقصد في الأخلاق القويمة، والبعض في الصلاة، والبعض في الشريعة الإسلامية وغيرها، وأحاول جاهدا إعطاءهم إشارات إلى الطريق.
وتابع: هناك مشكلة الوساوس، سواء في الصلاة أو الوضوء، وهناك من جاء يسألني عن حقيقة الإيمان، ومن البنات من تسألني في أمور التزين، أو الملابس، أو العطور، أو الوشوم، وغيرها من المسائل المتعلقة بتلك النواحي.