أحد الموظفين أنجز لي عملًا فأعطيته هدية فما الحكم؟.. البحوث الإسلامية يجيب
أجاب مجمع البحوث الإسلامية، الأزهر الشريف، على سؤال رود إليه؛ يقول صاحبه، إن أحد الموظفين أنجز له عملًا فأعطاه هدية، فما الحكم في ذلك؟.
وقال البحوث الإسلامية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ما سميته هدية، هو في الحقيقة رشوة، والهدايا التي تُهدى إلى الموظفين بحكم وظائفهم هي رشا مُحرمة، ولا يجوز لك شرعًا أن تفعل ذلك، وكذلك يُحرّم على الموظفين قُبول هذه الرشوة؛ لأنها إنما أعطيت لهم بحكم عملهم في هذه الوظائف.
واستدل البحوث الإسلامية على عدم جواز ذلك بالحديث التالي: قد روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ.
فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا» ثُمَّ خَطَبَنَا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى العَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلاَ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.
هدايا العمال حرام
وتابع مجمع البحوث الإسلامية: الإمام النووي قال: في هذا الحديث بيان، أن هدايا العمال حرام لأنه خان في ولايته وأمانته، ولهذا ذكر في الحديث في عقوبته وحمله ما أهدي إليه يوم القيامة، وقد بين صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه، وأنها بسبب الولاية.
واختتم البحوث الإسلامية، قائلا: جاء في الحديث الذي رواه أبو داود عن عبد الله بن بُرَيدة عن أبيه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا فما أخذ بعد ذلك فهو غُلُول، مشيرا إلى أن هذا الحديث يدل على أنه لا يحل للموظف، أن يأخذ على وظيفته إلا راتبه المخصص له، وإن أخذ ما زاد على ذلك، فهو غلول أي خيانة.