روايات السيرة الذاتية 4.. طه حسين يتحدى الصعاب ويحقق المستحيل في الأيام
الكثير من المبدعين يكونون حريصين على كتابة السيرة الذاتية ورصد حياتهم، كنوع من البوح للقارئ يريح الكاتب، وفي كتابة السيرة الذاتية قد يعتمد المؤلف سرد كل التفاصيل أو قد يسلط الضوء أحداث معينة وفترة معينة من حياته يراهم مهمة وفارقة في حياته، ويسقط الأحداث الأخرى.
أشهر وأهم روايات السيرة الذاتية هي رواية الأيام التي تقع في ثلاثة أجزاء الأيام لطه حسين بأجزائه الثلاثة التي يقص بها طه حسين قصة حياة من الطفولة وصولا إلى حصوله على الدكتوراه.
في الجزء الأول يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة، ويحدثنا عن الريف وعاداته وخصوصا تلك العادات التي كانت سببا في ضياع بصره بسبب الزيت الذي كان يداوون به عينيه، وغيرها من العادات الأخرى.
وفي الجزء الثاني يواصل طه حسين الحديث عن حياته بعد أن شب عن الطوق والتحق بجامعة الأزهر الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية.
وفي الجزء الثالث ينتقل طه حسين بالقارئ عن الدراسة في الجامعة، ثم ينتقل بنا من مصر إلى فرنسا حيث سافر إلى فرنسا ويحصل على درجة الدكتوراه، ليعود بعدها إلى مصر ويصبح أستاذ للجامعة ويتدرج في المناصب حتى يتولى عميدا لكية الآداب وينال لقب عميد الأدب العربي.
سيرة بضمير الغائب
وعلى الرغم من الأيام هي قصة حياة طه حسين فإنه يرويها بضمير الغائب ربما أنه يراوغ القارئ ولا يردي أن يصارحه بأن ما يحدث له هو قصة حياته ويستخدم كلمة صاحبنا نيابة عن نفسه ومن ذلك: يذكر صاحبنا السِّياج، والمزرعة التي كانت تنبسط من ورائه، والقناةَ التي كانت تنتهي إليها الدنيا، وسعيدًا وكوابس وكلاب العدَويِّين، ولكنه يحاول أن يتذكر مصير هذا كله فلا يظفر من ذلك بشيء، وكأنه قد نام ذات ليلة ثم أفاق من نومه فلم ير سياجًا ولا مزرعة ولا سعيدًا ولا كوابس.
ولطه حسين العديد من المؤلفات الأخرى منها: الوعد الحق، القصر المسحور، جنة الشوك، مستقبل الثقافة في مصر وغيرها العديد من المؤلفات.
