باحث أثري يكشف قصة الإله حورس في الحضارة المصرية القديمة | صور
قال الدكتور هشام إبراهيم نعيم، الباحث في علم الآثار المصرية، إن الإله حورس أطلق عليه في اللغة المصرية القديمة اسم حر أو حور وباللغة اليونانية حورس، وبهذا الاسم شاع ذكره في معظم مراجع علم المصريات.
وأضاف الباحث في علم الآثار المصرية في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن حورس أحد أهم وأقدم المعبودات المصرية على الإطلاق، وارتبط منذ ظهوره بالملكية وشرعية الحكم، وذلك باعتباره الوريث الشرعي لأبيه أوزير، وعلى ذلك فإن الملك كان يعتبر هو حور على الأرض، أو ممثلًا له على عرش مصر تمثيلًا فعليًا أو رمزيًا.
وأشار إلى أن بداية ظهور حورس كانت فى سنة 3000 ق.م تقريبًا، وكان يرمز له بالصقر؛ لأن المصريين عبدوا الصقر كمثل لروح علو السماء أو تجسيدًا للمعبود الذى صنعها، وهو حيرو يعني هو الذى أعلى أو ذلك الذى فوق، وتشير نصوص حجر بالرمو إلى ملوك عصور ما قبل الأسرات في مصر بأنهم عرفوا باسم شمسيو حور، أي أتباع حور، وظهر المعبود حورس في العديد من الصور، ويعتبر اللاهوت الخاص به عن أنه من أكثر الأرباب المصرية عمقًا واتساعًا في اللاهوت المصري القديم، وهناك اختلاف وجهات النظر فى المعنى الحقيقي لكلمة حيرو لدى المدارس الفكرية، وذلك نتيجة لتشابه نطق كلمتي حيرو وحير أو حيرا التي تعنى وجه.
المعبود حورس فى الأذهان
وتابع الباحث في علم الآثار المصرية، أن ما يرسخ فى الأذهان أن المعبود حورس هو المعبود الذى يجسد وجه السماء، وهذه الفكرة بالغة القدم لأننا سنجد فى النصوص الجنائزية للأسرتين الخامسة والسادسة إشارات عديدة لها مثل، الشعر أو الضفائر، وجه حيرو أي وجه السماء، والمعبودات الأربعة أبناء حورس تسكن في تلك الضفائر.
وفى نصوص أخرى، نجد أن السماء كانت تعتبر وجه المعبود حورس والشمس والقمر هم عيني المعبود حورس، بحيث أن الشمس عيناه اليمنى والقمر عيناه اليسرى، لذلك يطلق عليه لقب حورس ذو العينين، وعندما تختفيان الشمس والقمر من السماء يقال أن حورس يسكن دون عينين، ويرفع وجه السماء بواسطة صولجانات تمسكها اربع معبودات بأيديهما مكان دعامات.
استخدام الملوك لاسم حورس
نظرًا لانتقام حورس لأبيه من قاتله، اعتبره الملوك أنه مثلهم الأعلى وقدوتهم لأنهم رأوا فيه أنه مثالا يحتذى به في العدل والقوة في القصاص العادل من قاتل ابيه أوزوريس؛ لذلك كانوا يتخذون اسم حورس الحي وهو من أقدم الألقاب الملكية فى مصر القديمة، وذكر أسمه أيضا فى العصور القديمة مقترنا بحتحور، والملك العقرب الأول فى هذا اللقب واقفًا على صرح القصر ويحيط باسم الملك، ونجد حورس أيضا على لوحة الملك نعارمر وهو يمسك برؤس أعداء مصر المهزومين ويقدمهم إلى الملك.
وحتى الاسرة الرابعة كان لقب فرعون يتكون فقط من اسم المعبود حورس، لذلك ظهر خلال تلك الاسرة لقب حورس الذهبي كلقب ثاني للملك، ولهذا كان للمعبود حورس مكانه كبيرة جدًا عند المصريين القدماء.
