وزير الأوقاف يشدد على ضرورة مواجهة التسيب والانحراف الأخلاقي
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الدين الإسلامي دين الفطرة الإنسانية النقية الصحيحة، مستدعيا قول الله تعالى: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها»، مضيفا أن الشريعة الإسلامية وسطية سمحة لا إفراط فيها ولا تفريط، لا عنت فيها، ولا تسيب أو انحلال قيمي أو سلوكي.
وأشار مختار جمعة في هذه المناسبة، إلى مار رواه حَنْظَلَةَ الْأُسَيّدِيِّ رضي الله عنه - وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ الله! مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْي عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: فَوَالله إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْي عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ".
وزير الأوقاف لفت كذلك إلى ما نقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها، حين قالت: «رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِى بِرِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ يَلْعَبُونَ فِى الْمَسْجِدِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِى أَسْأَمُ».
الترويح المباح عن النفس
وتابع جمعة خلال بيان له: فإن هذه الأحاديث في جملتها تؤكد أن في ديننا العظيم فسحة وسعة للترويح عن النفس في حدود المباح دون إفراط أو تفريط.
وأكد وزير الأوقاف على نبذ الإفراط والتفريط والغلو أو التقصير، مشيرا إلى أن طرفي النقيض ذميم.
وزير الأوقاف يشدد على ضرورة مواجهة الانحراف الأخلاقي
وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أكد كذلك أننا لن نستطيع أن نقضي على التشدد ونقتلعه من جذوره ما لم نواجه بنفس القدر التسيب والانحراف القيمي والأخلاقي، فلكل فعل رد فعل مساو له في النسبة ومضاد له في الاتجاه.
وأضاف أن التطرف يولد التطرف المضاد، والوسطية حصن حصين للأفراد والمجتمعات والأمم، لذا كان ديننا دين الوسطية والاعتدال في الأمور كلها.
