المرأة شريكة الرجل والطلاق شتات.. ننشر نص خطبة الجمعة لوزير الأوقاف اليوم

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة 11- 2- 2022م، خطبة الجمعة، بعنوان: مخاطر الطلاق، في مسجد محمد علي، بالقلعة، بمحافظة القاهرة، وسط مراعاة للضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

وزير الأوقاف: استقرار الأسرة مطلب شرعي ووطني وإنساني

وفي خطبته، أكد وزير الأوقاف، أن استقرار الأسرة مطلب شرعي ووطني وإنساني، وأن الخطاب في قوله- تعالى-: «وَمِنْ ءَايَتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا»، ليس للرجال فحسب؛ بل للرجال والنساء على حد سواء، مضيفا أن الرجل زوج المرأة، والمرأة زوج الرجل.

ونوه بأنه لم يرد في القرآن الكريم ذكر لفظ الزوجة على الإطلاق، لا في حالة الإفراد ولا في حالة الجمع، معللا بأن ذلك يجعل من التكافؤ اللغوي نظيرًا للتكافؤ المعنوي بين الرجل والمرأة.

وزير الأوقاف: الرجل شريك المرأة والمرأة شريك الرجل 

وأضاف مختار جمعة أن الرجل شريك المرأة والمرأة شريك الرجل، لافتا إلى قول الله- تعالى-: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، وقوله- تعالى-: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ».

وتابع وزير الأوقاف: هذا يدل على سعة باب الود والتراحم بين الزوجين، وإذا لم يمتثل الزوج لهذه الوصايا؛ فقد وقع في قوله- صلى الله عليه وسلم-: «كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ»، مردفا: وإذا كنا مأمورين بعدم المنّ عند الصدقة؛ فنحن مأمورون من باب أولى بعدم المن بالنفقة على الأهل، حتى لو كانوا مرضى أو ضعفاء.

وأشار في هذه المناسبة إلى حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»، معقبا: وفي المقابل، إن وقع الزوج في عسرة أو شيء من الفقر؛ وجب على الزوجة أن تصبر وأن تعينه على ذلك. 

وواصل: علينا أن نطبق وصايا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، لافتا إلى أن فيها كل الخير، منوها بحديث الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له».

كما أكد وزير الأوقاف أن الزواج ميثاق غليظ، لافتا إلى أن الميثاق الغليظ جاء في 3 مواضع فقط في القران الكريم، كالتالي:

الأول: في التبليغ والدعوة، يقول- سبحانه-: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا».

الثاني: العهد والميثاق على بني إسرائيل، حيث يقول- سبحانه-: «وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا».

الثالث: عن العشرة والصحبة وإكرام المرأة، حيث يقول- سبحانه-: «وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا».

الأوقاف: استقبال وفد تنزانيا وفنزويلا للمشاركة في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية | صور

وزير الأوقاف: من لا خير فيه لأهله لا خير فيه أصلًا

وأكمل وزير الأوقاف: وإذا كان الله أمرنا أن نقول الكلمة الحسنة للناس جميعًا، حيث يقول- سبحانه-: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»؛ فإن أولى الناس بالكلمة الطيبة، الزوج لزوجه، والزوجة لزوجها، ومن لا خير فيه لأهله؛ لا خير فيه.

واختتم وزير الأوقاف، خطبة الجمعة: إذا أتتك ساعة الغضب؛ استغفر الله، لأن ما يترتب على هذا الشقاق، هو الطلاق، وفيه شتات الأبناء والأحفاد؛ مما يؤثر على الأسرة والمجتمع بأسره.

حضر خطبة الجمعة، وفود من الدول المشاركة في فعاليات المؤتمر الثاني والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووفد من الأئمة المشاركين في الدورة التدريبية المشتركة لأئمة دولة فلسطين الشقيقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب وتأهيل الأئمة والواعظات، والدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، والشيخ أحمد عبد المنعم مدير عام المراجعة الداخلية والحوكمة، والشيخ عبد الفتاح جمعة مدير عام العلاقات العامة، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية.