تزوير في أوراق كنسية.. أقباط يدعون أنهم قساوسة إنجيليون باستطاعتهم إعطاء شهادات تسمح بالطلاق من أجل الزواج الثاني | خاص
قضية أثارت الكثير من الجدل خلال العقود الأخيرة الماضية، حيث أودت بحياة الكثيرين من الأقباط خلف القضبان ممن يدعون أنهم قساوسة إنجيليون، وذلك مقابل الحصول على ورقة غير رسمية -مزورة- تسمح لهم بالطلاق والزواج الثاني مرة أخرى، فيعتقدون أنهم على اعتاب حياة جديدة، ولم يعلموا أنها النهاية.
في هذا الصدد، قال يوسف طلعت، المستشار القانوني للطائفة الإنجيلية بمصر، في تصريحات لـ القاهرة 24: إنه يوجد الكثير من الكيانات الوهمية، والأماكن غير الرسمية، التي تدعى أنها تابعة للطائفة الإنجيلية، والتي تزوير الأوراق لاستخراج شهادات الطلاق من أجل الزواج الثاني.
تزوير الأوراق الخاصة بشهادات الطلاق
وأضاف المستشار القانوني للطائفة الإنجيلية بمصر: هناك أماكن لا أريد أن أطلق عليها مصطلح كنائس، لأنها لا تخضع للطائفة الإنجيلية، وغير معترف بها ككنيسة، تزوير الأوراق الخاصة بشهادات الطلاق من أجل الزواج الثاني، وأكثر شيء أوضح هذا الأمر وأظهره هي هذه الأوراق.
وتابع طلعت في تصريحات لـ القاهرة24: الفترة الماضية شهدت تعرض الأسر المسيحية لبعض المشاكل، حيث كان بعض الأزواج يريدون الانفصال، ولكن تحدث أزمة بشأن تطبيق اللائحة القديمة لقانون الأحوال الشخصية، والتي لا تبيح الطلاق بين المسيحين سوى لسببين وهما، تغيير الديانة أو الزنا الفعلي، وبسبب وجود صعوبة في إثبات الطلاق للأقباط بالمحاكم، خصوصا بعد صدور قانون الأحوال الشخصية وهو قانون 1 لسنة 2000 والمادة الـ3 التي تبيح تطبيق الشريعة الإسلامية في حال تغيير أحد الطرفين لملته أو طائفته أي الطلاق بالإرادة المنفردة.
هذه المادة صنعت المخرج لبعض الحالات للتطليق، عن طريق تغيير الطائفة والملة والحصول على الطلاق.
إثبات تغيير الطائفة
وأوضح المستشار القانوني للطائفة الإنجيلية: يجب على طرف من الطرفين المتزوجين، أن يُثبت أمام المحكمة تغيير الطائفة للحصول على حكم الطلاق، ويذهب به للكنيسة حتى يحصل على الزواج الثاني، وحتى يحصل أحد الطرفين على الطلاق؛ يجب الحصول على ما يفيد بالطلاق، وتغيير الملة للذهاب بالأمر أمام المحكمة.
وأردف طلعت في حديثة مع القاهرة 24: وبسبب دقة الإجراءات الخاصة بتغيير الملة، ظهرت بعض أصحاب النفوس الضعيفة، الذين استغلوا حاجة المواطنين، أصحاب المشاكل الزوجية، الذين يدعون أنهم تابعون للكنيسة الإنجيلية، ومعترف بهم، ويدعون استطاعتهم إعطاء ورقة بتغيير الطائفة، ولكن هذا كله يكون ورقًا مزورًا وبمقابل مادي كبير، وهذه القضية انتشرت، وأصبحت متوسعة بشكل كبير.
وواصل المستشار القانوني للطائفة الإنجيلية بمصر: فوجئت ببعض الناس اللذين ينتحلون صفة قساوسة ويستخرجون بطائق شخصية تحمل صفة قسيس، ولديه مكان يدعى أنه كنيسة تابعة للطائفة الإنجيلية، كما فوجئت بشخص فاتح جمعية أهلية، ويقول إنها تابعة للطائفة الإنجيلية، ويستخرجون شهادات تغيير ملة بمبالغ تصل لآلاف الجنيهات، ووفقا لهذه الأوراق تصدر المحكمة حكم بالطلاق.
بلاغات ضد أشخاص ينتحلون صفة قسوس
وأكمل طلعت: عند انتشار هذه الظاهرة كان يجب على الطائفة الإنجيلية أن تحمي شعبها وكنائسها، وبالفعل تقدمت ببلاغات ضد أشخاص انتحلوا صفة قسوس تابعين للكنيسة الإنجيلية، متابعا أنه عندما وجدنا تزايد حالات الانفصال، قدمنا خطابا للمستشار أحمد خيري فخري، مساعد وزير العدل للمحاكم المتخصصة يفيد بـ عدم استخراج الطائفة الإنجيلية لأى شهادات تغيير ملة بغرض الطلاق، وأنه يوجد بعض الكيانات الوهمية تستخرج شهادات تغير ملة، ويدعون أنهم تابعين للكنيسة الإنجيلية.
خطاب لوزارة العدل
وأوضح طلعت خلال حديثة مع القاهرة 24: هناك تعامل مع الخطاب الذي أرسلناه مع من قبل الوزارة -وزارة العدل- بجديه وسرعة كبيرة، وصدر من مساعد الوزير لشئون المحاكم المتخصصة ومن مساعد الوزير لشئون التفتيش القضائي، جوابًا يعمم على محاكم الأسرة يفيد بـ أن الطائفة الإنجيلية لا تستخرج شهادات لتغير الملة من أجل الطلاق وأن هذه جميعها كيانات وهمية ومخالفة للقانون.
وأتم طلعت: اكتشفت بعد هذا التعميم حجما كبيرا جدًا من الأوراق غير الرسمية والأوراق المزورة، وأتمنى أن هذا التعميم يصل لجميع محاكم الأسرة، ليعلموا أن المعني الوحيد بإصدار شهادة عضوية هي الطائفة الإنجيلية، حيث وجدت خلال متابعتي لهذه القضية عددا كبيرا من الأشخاص، حصلوا على شهادات طلاق من خلال الأوراق المزورة والطرف الثاني لا يعلم.
واختتم أن هناك حالة لسيدة وجدت زوجها متزوج مرة أخرى دون علمها، وذلك عن طريق الورقة المزيفة والتي حصل عليها نظير مبلغ مادي، من شخص ادعى أنه قسيس تابع للطائفة الإنجيلية، وكل هذا غير رسمي، بالإضافة إلى حالة أخرى عن سيدة سُجنت بسبب استخدام ورقة غير رسمية، وهي لا تعلم، وآخر حُكم عليه بالحبس لانتحاله صفة قسيس، ولديه كنيسة تابعة للطائفة الإنجيلية.