أهمية إشراك الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي في أي مشاورات سياسية بشأن اليمن
لن يكون ممكنًا، تحقيق أي اختراق ناجز في جدار الأزمة في اليمن، إذا ما تم التسليم بالوصول إلى حل سياسي، إلا بإشراك كل القوى السياسية الفاعلة، خاصة تلك التي لها تأثير مباشر على الأرض، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، والمقاومة الوطنية، وهما المكونين المسنودين بطيف جماهيري كبير، ومكاسب معتبرة على الصعيد الميداني.
وقال مصدر سياسي يمني، إن مكونات سياسية، نشأت في ظل الحرب وأصبحت لاعبة رئيسية في الخارطة السياسية اليمنية، ولا يمكن تجاوزها.
وأضاف المصدر: المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، مكونان يتربعان على رأس المشهد السياسي اليمني، وقوتان فاعلتان على الأرض.. لا بد من مشاركتهما بشكل منفصل، لضمان نجاح أي جولة مفاوضات سياسية.
المجلس الانتقالي الجنوبي
وشُكل المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي القائد العسكري البارز، الذي قاد معارك دحر الحوثيين من محافظات جنوب اليمن، بينما شُكلت المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل في العام الذي يليه، وقاد معارك دحر الحوثيين من المديريات المطلة على الساحل الغربي اليمني، المطل على مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وكشف مصدر سياسي يمني ثانٍ، أن المجلس الانتقالي الجنوبي، يمثل الرافعة السياسية للمحافظات الجنوبية اليمنية، وبات الحامل السياسي للقضية الجنوبية المستمرة منذ سنوات، لافتا إلى أنه لا يمكن لأي مفاوضات سياسية، أن تنجح دون وضع القضية الجنوبية في الاعتبار.
وأضاف أن مكاسب الميدان التي حققها المجلس الانتقالي ضد الحوثيين، وإرساء الاستقرار في المحافظات الجنوبية اليمنية أعطته زخمًا شعبيًا واسعًا.
ويملك المجلس الانتقالي الجنوبي قوات عسكرية، تضم العديد من الألوية العسكرية التي قاتلت الحوثيين، ومازالت حتى اللحظة، وأوجد حالة من الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية التي باتت ملجئا لآلاف الأسر اليمنية، الفارة من الحوثيين الذين يسيطرون على بعض المحافظات الواقعة شمالي البلاد.
وفي نوفمبر 2019، وقع المجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق بينه وبين الحكومة اليمنية، برعاية السعودية لطي صفحة التوتر التي سادت بينهما لعدة شهورٍ.
وكان الاتفاق نقطة تحولٍ في مستقبل المجلس إذ حظي باعترافٍ دولي، وعزز من عوامل قوته كلاعبٍ فاعلٍ في المشهد السياسي اليمني.
وأفاد المصدران السياسيان، بأنه حتى المقاومة الوطنية، تنامت قواتها على الأرض وأمست قوة عسكرية وسياسية، لا يمكن تجاهلها في أي جولة مفاوضات سياسية".
وتعسكر المقاومة الوطنية في الساحل الغربي اليمني، الذي حررته قبل أربعة أعوام، وتتألف من عدة ألوية عسكرية تضم عشرات الالاف من المقاتلين.
وفي مارس من العام الماضي، أعلن قائدها العميد طارق صالح تشكيل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، وكتلة برلمانية وازنة في مجلس النواب اليمني، هي الثالثة من حيث أعداد اعضائها.
وأضاف المصدران: يمكن اعتبار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية رافعة سياسية للشمال اليمني، وبقية القوى السياسية التقليدية تراجع دورها، وكاد ينتهي منذ بداية الحرب.
واكتسبت المقاومة الوطنية، شعبية واسعة في المحافظات الشمالية اليمنية، بعد حصاد التقدمات الميدانية التي حققتها في مواجهة الحوثيين، وانضم إليها المؤيدون للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، باعتبار أن قائد المقاومة الوطنية طارق صالح هو نجل شقيقه، وهو من قاد المعارك بعد مقتله على يد الحوثيين في ديسمبر 2017، أثناء معارك ضد الحوثين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وعقدت عدة جولات مفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين المدعومين من إيران، خلال السبع سنوات الماضية برعاية الأمم المتحدة، لكن جميعها فشلت في طي صفحة الحرب المستعرة في اليمن، نتيجة انقلاب جماعة الحوثي على السلطات الشرعية والسيطرة على عدة محافظات اليمنية.
وتناوب 4 مبعوثين أممين إلى اليمن حتى اللحظة، هم: جمال بن عمر، وإسماعيل ولد الشيخ، مارتن جريفث، وفي الأثناء هانس جورندبرج، ولم يفلحوا في تحقيق اختراق على جدار الأزمة اليمنية المستعصية بتعنت الحوثيين.