هل يمكن تطبيق فكرة الأغلفة الموازية على أرض الواقع؟.. المصممون يجيبون
على مدار الأيام القليلة الماضية، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي، صورا لمشاهد شهيرة من مختلف الأفلام السينمائية، مُدون عليها أسماء الكثير من الكتب، العربية والعالمية، في ما عرف بتريند الأغلفة الموازية.
شارك في هذا الزخم، الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والتحق بهم العديد من الكتاب الكبار، ونجوم السوشيال ميديا، إضافة إلى قطاع كبير من القراء، والمهتمين بالقراءة أو المجالات الأدبية.
ووسط تلك الأفكار الساخرة والمضحكة، والتي لاقت انتشارا واسعا، لا يتكرر كثيرا في الأوساط الثقافية، اقترح البعض بأن تتحول تلك الأفكار لأغلفة حقيقية، تطبق على أرض الواقع في الكتب المستقبلية، ومن هنا طرح القاهرة 24 تساؤلا حول إمكانية تحقيق تلك الفكرة، ومدى تأثيرها بالسلب أو بالإيجاب على مصممي الأغلفة، وأصحاب دور النشر.
دعابة لا أكثر وسخرية لطيفة
قال مصمم الجرافيك بلال محمد: تريند الأغلفة الموازية، لطيف وخفيف، ومضحك إلى حد كبير، أحدث حالة كوميدية بين جمهور الوسط الثقافي، ونحن في مصر، متميزين بربط جميع الأحداث بمواقف ومشاهد سينمائية ببراعة شديدة.
وأضاف: لكن أرى أن تلك الفكرة لا ينبغي أن تخرج من إطار السخرية، وذلك لأن القرار بتنفيذ غلاف حقيقي يحمل نفس الفكرة، هي مخاطرة كبرى، ولا أظن بأن هناك ناشر سوف يخاطر بتنفيذ ذلك في كتبه.
وأوضح: كمصمم أستطيع تنفيذ ذلك، لكن لا تتعدى الفكرة إطار السخرية والدعابة، لكن لا أحبذ أن تكون في عمل حقيقي ورسمي.
وعن مسألة تأثير تلك الفكرة على سوق النشر، وصناعة الأغلفة، قال: أجد ذلك التريند مفيدا لسوق النشر لعدة أسباب، فهي فكرة جديدة تماما للدعاية، وأتمنى استمرارها، لكن من الصعب أن تتحول إلى أعمال جادة، وإن حدث، فهذا لن يؤثر على المصممين، فالتصميم مهما كانت فكرته يحتاج إلى أدوات محددة.
وأما المصمم إسلام مجاهد قال: أجد التريند ظريف ومميز، خاصة مع انتشاره خارج نطاق الوسط الثقافي.
مضيفا: بالنسبة لي أرى أنه من الممكن عمل غلاف حقيقي بنفس الفكرة، لكن بشرط أن يكون محتوى العمل يتناول شيء مشابه لتلك الفكرة بشكل أو بآخر، كما يرتبط ذلك بمدى انتشار التريند، فمع انتهاءه، لن يكون هناك أي مردود لغلاف يستعمل تلك الفكرة.
وأكد على صعوبة تحوله إلى أمر جاد، إلا بشروط: برأيي أنه من الصعب أن يتحول ذلك إلى عمل جاد، إلا في ضوء شروط وظروف محددة، وفي النهاية سيكون ذلك بأيادي المصممين أنفسهم.
واختتم: كانت تلك الحالة مفيدة وإيجابية، حيث أتت بعد انقضاء فترة معرض الكتاب، والتي عادة ما تكون مشحونة بالضغوط النفسية، فكان التريند هو المتنفس من تلك الضغوط، واستفاد العديد من الكتاب ودور النشر بالطبع، لما حدث لأعمالهم من ترويج ودعاية.
الأغلفة الموازية بين استحالة التحقق واقعيا والتطوير
وتقول المصممة مريم حسين: إن تتحول الأغلفة الموازية، من سخريتها إلى الحقيفة، هو أمر مستحيل، فالأغلفة تتطور بوتيرة سريعة، وأصبحت معظم الأغلفة تتم عن طريق رسامين محترفين.
وأوضحت أن المُميز في هذا التريند، أن هناك الكثير من الكتاب، روجوا لكتبهم وأعمالهم، وذلك لأن أكثر ما يلفت نظر رواد السوشيال ميديا هي صور الكوميكس الساخرة، لكن أن يتم استبدال الأغلفة الاحترافية بتلك الصور الساخرة، هو أمر مستبعد، فمن غير المعقول أن يصدر مؤلف كتابا ويضع على غلافه صورة ساخرة، فهذا يفقد الكتاب رونقه.
بينما رأى المصمم عبد الله عباس، أن انتشار فكرة الأغلفة الموازية، كان من قبيل السخرية في البداية، لكنه يعبر بشكل أو بآخر عن واقع، حيث يقول: كانت الفكرة في بدايتها تأتي في إطار السخرية والإضحاك، لكنها عبرت عن واقع كثير من الناس، ومع الوقت، سوف نرى أشكال أخرى وأفكارا أكثر تطورا، فلدينا آلاف المبتكرين المتميزين، وأرى أنه من الممكن أن تحدث طفرة قريبا في مجال التصميم بسبب أفكار الأغلفة المتداولة.
مساعدة جيدة زيادة رواج سوق الكتب
وفي نفس السياق، رأى الأستاذ زكي محمد، مدير دار إشراقة للنشر والتوزيع، فكرة الأغلفة الموازية من الأشياء اللطيفة، التي من الممكن أن تساعد في تسويق الكتب والأعمال الإبداعية.
واقترح تنظيم مسابقات إبداعية للمصممين، لعمل أغلفة مشابهة، لكن بشكل فني واحترافي، معلنا عن تبنيه فكرة مسابقة، سوف تعمل عليها الدار قريبا في هذا الميدان.