خبراء: تشغيل توربينات سد النهضة فضح المستور.. والمفاوضات ورقة إثيوبيا الرابحة
بالرغم من تمسك مصر باللجوء إلى المفاوضات، والبحث عن حل يكون عنوانه الأول السلام، تتمسك إثيوبيا بقرار نقض اتفاقياتها والاستمرار في تخزين مياه سد النهضة، دون علم دول المصب أو مشاورتهم، ولكن التشغيل التجريبي لتوربينات السد فضح المستور، فكمية المياه الموجودة حاليا في السد لم تنجح في توليد الكهرباء، ما يؤكد فشل ملء السد، ومدت مصر لإثيوبيا يد العون في 2014 لما تمتلكه من خبرات واسعة في السدود الخرسانية، ولكن رفضت أديس أبابا العرض، ووفقا لما أكده الخبراء، فإن ما يحدث حاليا من إثيوبيا هو خدعة لشعبها وأن الملء الثاني فشل ومن المستحيل النجاح في الملء الثالث.
طاولة المفاوضات الجادة هي الحل
من جانبها، قال محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن مصر تأمل في الجلوس على طاولة المفاوضات، ولكن بشكل جاد من الجانب الإثيوبي، قبل البدء في الملء الثالث لسد النهضة، للوصول إلى قانوني عادل ومتوازن وملزم، ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وفقا لقواعد القانون الدولي ومخرجات مجلس الأمن في هذا الشأن، وذلك في إطار زمني مناسب ودون أي إجراءات منفردة.
وأضاف وزير الري، أن مصر ليست ضد بناء السدود؛ لكنها ترفض عدم الاتفاق على ملء وتشغيل السدود، موضحا أن مصر ساهمت في بناء خزان سد أوين قبل بناء السد العالي بـ10 سنوات، وهو ما يؤكد أن مصر تسعى للتنمية، ما دام أن هناك توافقا بين الدول وعدم وجود أضرار.
استحالة الملء الثالث لسد النهضة
في نفس السياق، قال محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، لـ القاهرة 24، إن توقعات عدم قدرة إثيوبيا على الملء الثالث لسد النهضة، بسبب أن الجزء الأوسط في السد يحتاج إلى أن يكون أعلى من المعدل الحالي، مؤكدا أن أثيوبيا لا تستطيع أن تبدأ في عملية تعلية السد حتى وقت الفيضان القادم.
وأضاف وزير الري الأسبق، أن سد النهضة سد خرساني والسدود الخرسانية تعد من أقوى وأصلب السدود، ولكن الارتفاع الحالي للسد لا يسمح بالتخزين.
وعن بدأ إثيوبيا مغازلة السودان، لفت وزير الري السابق، إلى أنه خطوة جيدة ولكن يجب أن تكون إثيوبيا جادة هذه المرة في الدخول للمفاوضات ومشاركة دول المصب في تطورات السد، بحيث لا يحدث أي ضرر لأي من تلك الدول.
وأضاف علام، أنه من المستبعد أن توليد الكهرباء من سد النهضة بالملء الأول أو الملء الثاني فقط، لأن السد يحتاج إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، وما تم تخزينه حتى الآن هو 8 مليارات متر مكعب فقط.
وأوضح محمد نصر الدين علام، أن احتمالية حدوث ضرر للسد بفعل العوامل الطبيعية مستبعد، لأن الشركات التي تعمل على السد أكدت ذلك، ولكن في كل الحالات الجانب المصري لن يحدث أي ضرر له، فمصر متخذة دائما جميع التدابير والحماية من حدوث أي مخاطر.
أخطاء فنية في السد وإثيوبيا ترفض اللجوء لمصر
قال عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، لـ القاهرة 24، إن هناك أخطاء فنية في إنشاء سد النهضة، وبرغم من خبرة مصر الكبيرة في السدود الخرسانية إلا أن إثيوبيا لا يمكن أن تطلب المساعدة من مصر وستكابر في الخطأ.
وأضاف شراقي: عرضت مصر على إثيوبيا في عام 2014 المساعدة في بناء سد النهضة، وبالرغم من أن مساعدتنا لهم كانت ستصب في مصلحتهم إلا أنهم رفضوا وبشدة، موضحا أن الإنشاءات في سد النهضة ضعيفة وليس هناك أي تطور منذ العام الماضي، والحديث عن ملء ثالث ناجح للسد مستحيل حاليا.
فشل الملء الثاني وإثيوبيا ترفض الاعتراف
وتابع عباس شراقي، أن السد يجب أن يرتفع بشكل أكبر عن الوضع الحالي، من الجانبين والممر الأوسط كذلك، والوقت المتبقي أمام إثيوبيا 5 أشهر فقط فالملء الثالث مشكوك في حاليا، مؤكدا أن الجانب الإثيوبي خدعت شعبها وأوهمتهم أن الملء الثاني نجح مستنبطة بذلك أنه تم تخزين نحو 13 مليار ونصف متر مكعب، ولكن الحقيقة هي تخزين 3 مليارات متر مكعب فقط، وستدعي إثيوبيا أنها نجحت في التخزين الثالث حتى لو فشلت.
ولفت أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، إلى أن عملية التشغيل التجريبي للتوربينات تصب في مصلحة مصر والسودان، وتقع في صالح الزراعة المصرية، لأن التشغيل التجريبي للتوربينات يفرغ نحو 2 مليار متر مكعب من المياه التي تذهب لصالح دول المصب.
السد العالي ومفيض توشكى صمام الأمام
وعن الخطوات الاستباقية، أكد أنه لا يوجد خطر حاليا، فمياه السد قليلة جدا ولا تشكل أي خطورة على مصر ولا السودان، موضحا أن الخطورة في حال اكتمال ملء 74 مترا مكعبا من مياه السد، وتلك الخطوة تحتاج لسنوات لعدة أسباب أهمها الصراعات الداخلية في إثيوبيا وملء السد يحتاج تكلفة مادية، كما أن هناك مشاكل فنية لا حصر لها.
وواصل عباس شراقي: حتى في حال اكتمال ملء السد فلا يوجد خطر على مصر، لأن أي أضرار في السد ستقع في المقام الأول على السودان، ومياه السد في أسوء الظروف ستصل مصر خلال 6 أيام، وستكون كمية المياه فيها قليلة، موضحا أن أسوء السيناريوهات هي في الحوادث الطبيعية ومعدل حدوثها ضئيل للغاية.
وأوضح أنه في أسوأ الحال فلدينا السد العالي، والمياه التي ستصل مصر في 6 أيام ستصب في السد العالي، لأنه من المستحيل أن يكون السد العالي ممتلئ في نفس الوقت الذي يمتلئ لآخره سد النهضة، ولكن مع وجود هذا الاحتمال فنحن نمتلك مفيض توشكى وبحيرة ناصر.
وأكد أن فكرة بناء سدود لتخفف من حدة المياه أمر كارثي، لأن حدة وقوة المياه ستجعل السدود تنفجر وستضاعف الكارثة، موضحا أن الرئيس السنغالي يبحث حاليا مع كل الأطراف طرق التفاوض، ومن المرجح عودة استئناف المفاوضات خلال أيام.
وعن وصول مصر لفقر مائي، أكد شراقي، أن مصر آمنة تماما بفضل السد العالي، ولكن في جميع الأحوال يجب الوصول لحل يرضي جميع الأطراف.