حجاب يحمى من الكوارث.. تعرف على أهمية التميمة في مصر القديمة
التميمة هي حجاب يحمى من يرتديه من الكوارث، أو يعطيه قوة معينة أو يمنحه نوعًا من العون، ويستفيد الأحياء والأموات من التمائم، وغالبا ما يمكن التمييز بين تمائم هاتين الفئتين المستهدفتين، فالأحياء كانوا يرتدون التمائم عادة معلقة في رباط حول العنق، كما يلاحظ في نقوش المقابر وفى التماثيل.
أما تمائم الموتى، فكانت توضع على أجسادهم، أو ملفوفة داخل أربطة موميائهم، وتدل علامات الاستعمال على أنها كانت تستخدم قبل الوفاة، في حياتهم، واكتسبت التمائم قوتها السحرية الدينية بقراءة تعاويذ معينة عليها وهناك العديد من تعاويذ كتاب الموتى، مثلًا، وكذلك من نوع ولون مادة صناعتها.
فالقيشاني، مثلًا، كان مفضلًا كرمز للتجدد، ببريقه ولمعانه – خاصة في العصر المتأخر، وتضم بردية من العصر الروماني قائمة بالمواد المستخدمة في التمائم (من نباتات ومعادن)، وتأثيرات كل منها، ويحمل اللون نطاقًا عريضًا من الإمكانيات فالأخضر مثلًا هو لون الزرع والتجدد، وكان يستخدم كثيرًا.
كذلك كان الأحمر شائعًا، فهو لون الشمس فوق الأفق، ولون الدم، ويشير إلى العدو، وأعطى الشكل للتميمة أيضًا قوة، وعرف الكثير من الأشكال وأكثرها شيوعًا أشكال الأرباب خاصة الاله بس وتاورت وأضيف غيرهما في العصر المتأخر، وكانت للحيوانات المقدسة أهمية أكبر، ولعل أكثر الأشكال شعبية عين أوچات، ولكن أجزاء أخرى من الجسد كانت معروفة أيضًا.
وفي المحتوى الجنائزي شاعت تميمة القلب المرتبطة بــ جعران القلب، وعرف كذلك كثيرًا استخدام شكل التيجان والحلي وأدوات الاستعمال اليومي والأشكال الرمزية مثل عامود الچد، وكان الموتى يزودون، إلى جانب التمائم الفعلية، بقائمة من نحو 75 تميمة مختلفة.
وتكفي أشكال التمائم على ورق البردي، لتحل أيضًا محل التمائم الأصلية. كما عرف كذلك، أن الأحياء كانوا يلعقون أو يأكلون رسم التميمة على بردية أو طرف، لاكتساب قوتها السحرية.