حكايات السيرة الذاتية 5.. الأميرة جويدان زوجة عباس حلمي الثاني تحضر افتتاح قناطر النيل بزي رجل
يحرص عدد من الشخصيات الشهيرة على كتابة سيرهم الذاتية كنوع من الوضوح مع القارئ وإراحة الكاتب.
كتابة المذكرات أو السيرة الذاتية؛ هناك من يكتب كل الأحداث والوقائع وتفاصيلها، حتى لو كانت خادشة أو تخالف الذوق العام، وهناك من يُسقط بعض الأحداث بما يناسب القارئ.
أهم مذكرات السيرة الذاتية؛ مذكرات الأميرة جويدان زوجة الخديوي عباس حلمي الثاني؛ التي كتبت مذكراتها، وطرحتها للنشر، حيث تروي فيها؛ جوانب من حياتها، وتتورط بقصد أو دون قصد في الكتابة عن حياة زوجها الخديوي عباس حلمي الثاني، وحياة القصور في ذلك العهد.
يقول سعد رضوان؛ الذي يقدم لمذكرات الأميرة جويدان الصادرة عن مجلة السفير: جويدان زوجة هذا الخديوي.. كما نرى في مذكراتها؛ تريد أن ترينا أنها امرأة طيبة خيرة متدينة، وأن زوجها أيضا يتميز بهذه الصفات، ولكن القلم يفلت منها في بعض الحالات، فيظهر الرجل على حقيقته جاهلا محبًا للمال، فهو كرجل جاهل يعتقد أن قراءة الكتب مضيعة للوقت، وهو حين يراها تقرأ يقول لها من هذا الحمار؟.
الخديوي عباس حلمي الثاني.. عقلية تجارية
وتحدثنا الأميرة جويدان عن عقلية زوجها التجارية؛ التي جعلته يهتم بالتجارة والمال وتنمية الثروة أكثر من أي شيء آخر، وكان الخديوي عباس ناجحا في هذا المجال، فعندما تأكد أنه لن يعود إلى مصر؛ تنازل للملك فؤاد عن العرش مقابل 30 ألف جنيه كراتب سنوي، كما أنه مات في جنيف يوم 20 ديسمبر 1944، وقدرت ثروته رسميا بنحو 7 ملايين من الجنيهات.
القارئ لمذكرات الأميرة جويدان؛ يلاحظ أنها تجاهلت الأحداث السياسية، ربما لأنها حين كتبت مذكراتها؛ خافت أن تُقحم في ألاعيب السياسة.
ومن طرائف ما ترويه جويدان في سيرتها الذاتية، أنها تنكرت في زي رجل، فارتدت الطربوش والردنجوت والحذاء اللميع، وحضرت افتتاح قناطر النيل بالأقصر دون أن يعرفها أحدا ولا حتى زوجها الخديوي عباس حلمي، وكيف كانت الفتيات يُعجبن بها أثناء الحفل، باعتبارها رجل تركيا وسيما؟.
سعد رضوان أكد أن مذكرات الأميرة جويدان؛ جاءت إلى حد كبير، مُتجاهلة الأحداث السياسية، ويبدو أن محاولات ابتعادها عن السياسة وألاعيبها كان مُتعمدا.
