الرواية والريف.. يوسف القعيد يكشف الفساد السياسي بـ الحرب في بر مصر
يمثل الريف المصري بثراثه وعاداته وتقاليده مادة ثرية ونوعية للسرد في الكثير؛ لذلك عمد الكثير من الكتاب الروائيين إلى رصدت الحياة فيه، ونقل الواقع الاجتماعي بتفاصيله ومكوناته.
يتنوع حضور الريف أو القرية المصرية في الرايات من كاتب لآخر فقد يكون السرد تصويرا لقرية وادعة وحالمة وتتسم الحياة فيها بالهدوء وراحة البال، وهناك من يسرد أحداثا عن قرية مضطربة مضطرمة بالأحداث العنيفة في واقع مؤسف وقاسٍ.
من الروايات التي تدور حول الريف رواي الحرب في بر مصر للكاتب الكبير يوسف القعيد، حيث تدور أحداث الرواية في قرية مصرية قبل حرب 1973، حيث يحين موعد إرسال ابن العمدة إلى الجيش لكن العمدة يتنصل من ذلك ويمتنع عن إرسال ابنه الاأصغر إلى الجيش.
يتحايل العمدة على القانون ويقوم بإرسال ابن خفيره ويسمى مصري، التلميذ الفقير المتفوق في دراسته، بدلا عن ابنه، ويتم استخراج أوراق إثبات جديدة لـمصري باسم ابن العمدة، كما ينزع منه كل ما يثبت هويته الحقيقية، ويلتحق بالجيش.
تندلع 1973 فيستشهد ابن العمدة في الحرب، ولكن يبقى على الأوراق الرسمية أن من استشهد هوا ابن العمدة وليس ابن خفيره مصري، ويناء على ذلك يتم تكريم العمدة باعتباره والدا للبطل الذي استشهد، بينما الابن الحقيقي حي يرزق، يرفض تسليم الجثة إلى الوالد المكلوم، وتدفن خيوط القضية مع الشهيد نظرا لتورط شخصيات عديدة بالموضوع.
لا شك أن الروائي الكبير يوسف القعيد لا يرمي من روايته تسليط الضوء على حالة فردية فقط بل إنه يعبر بهده الواقعة عن الكثير من الوقائع التي تشبه هذه الواقعة، ويستخدم الجزء للتعبير عن حالة عامة للمجتمع.
معلومات عن يوسف القعيد
يوسف القعيد أديب وقصاص مصري معاصر ولد بالبحيرة، له الكثير من الروايات، منها أخبار عزبة المنيسي، الحرب في بر مصر، يحدث في مصر الآن، الفلاح الفصيح، وجع البعاد.
