في ذكرى وفاة مريد البرغوثي.. هل كتب النثر كما كتب الشعر؟
تحل اليوم 14 فبراير، ذكرى وفاة مريد البرغوثي، وهو شاعر فلسطيني تزوج من الروائية المصرية رضوى عاشور، بعد أن نشأت بينهما قصة حب بعدما التقيا على سلم جامعة القاهرة.
كتب مريد البرغوثي النثر بأناقة، طوّع حروفه للحديث عن بلاده بعباراتٍ تحمل الكثير من الحنين والاشتياق إليها، ورغم أنه كان بارعًا في كتابة الشعر فإنه كتب النثر بكل جسارة وإبداع، بمعانٍ مختلفة تلمع من خلالها حروفها وتمكنه الأدبي.
بعد 30 عامًا من اغترابه عن رام الله، عاد مريد البرغوثي إليها وكله شوقٌ لرؤيتها، لتحسس صباه فيها، لرواية الحكايات الجديدة، وقول الشعر بكل حيوية فيها، ولكنه عاد وأحيي قلبه فيها بعبارات تحمل كل الامتنان لرام الله، ولم يكتب عنها بالشعر، ربما لأنه رأى أن عودته أكبر من أن يصفها بالشعر، كتب عنها مؤلفه النثري: رأيتُ رام الله.
هل يرجع الغريب حيث كان؟ اقتباسات من كتاب رأيتُ رام الله
ومن أبرز العبارات التي وردت في كتاب رأيت رام الله:
قال مريد البرغوثي حين وصل إلى رام الله: ظاهرة المرأة الفلسطينية في الانتفاضة تستحق التمجيد بلا تردد.
وقال أيضًا: لم أكن ذات يوم مغرمًا بالجدال النظري حول من له الحق في فلسطين. فنحن لم نخسر فلسطين في مباراة للمنطق! لقد خسرناها بالإكراه وبالقوة.
كما قال: علمنا التاريخ درسين اثنين أولهما أن تصوير الفواجع والخسارات بوصفها انتصارًا ممكنًا الدرس الثاني: هو أن ذلك.. لا يدوم.
وقال عن غربته في الكتاب بعدما عاد إليها: الغربة كالموت المرء يشعر بأن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين.
ومن أقواله في الكتاب أيضًا: لماذا يظن كل شخص في هذا العالم أن وضعه بالذات هو وضع مختلف!؟ هل يريد ابن آدم أن يتميز عن سواه من بني آدم حتى في الخسران؟
وكتب أيضًا: لا غائب يعود كاملًا.. لا شيء يستعاد كما هو.
كما قال: في أيامنا العجيبة هذه، أصبح الكاتب العربي يلهث وراء فرص الترجمة -للغات الغربية تحديدًا- لترتفع قيمته المحلية، كأنه يريد أن يقرأه الإنجليز ليعرفه العرب.
ومن أبرز الأقوال: هل نحن في الوداع واللقاء نحن؟
هل أنت أنت؟ هل أنا أنا؟
هل يرجع الغريب حيث كان؟
وهل يعود نفسه إلى المكان ؟
يا دارنا..
ومن يلم عن جبين الآخر التعب ؟
