السبت 02 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

امرأة واحدة لا تكفي.. فلسفة عمر بن أبي ربيعة في التعامل مع النساء

لوحة تعبيرية
ثقافة
لوحة تعبيرية
الثلاثاء 15/فبراير/2022 - 12:04 ص

سلامٌ عليها ما أحبّت سلامنا.. فإن كرهته فالسلام على أُخرى.. عمر بن أبي ربيعة، كبير شعراء الغزل العربي، المتفرد، صاحب المعاني الجديدة، والتركيب الفريد، الذي تناول مفهوم الحب والغزل بشكل وأسلوب لم يُعرف عن شاعر غيره.

ونحن نمر في تلك الأيام بـ عيد الحب، الموافق 14 فبراير، قررنا استعراض تجربة الشاعر الأموي، وفلسفته الخاصة عن الحب، حيث نشأ ابن أبي ربيعة في كنف والدته التي تولت تربيته، بعد وفاة والده، وكانت تلك المرحلة، بمثابة الفصل التأسيسي في حياة الرجل الذي تعلق بالأنثى، التي لم يجد منها سوى التدليل والرفاهة.

كانت الكثير من النساء ترد مجلس والدته، وكان عمر الصغير وسيما، وطفلا جميلا، تحمله أيادي النساء، حتى دخل ابن أبي ربيعة في مرحلة الشباب، ووقته الأكبر كان قد أمضاه مع النساء، اللائي صار يعرف عن حياتهم وفلسفة التعامل معهم أكثر مما يعرف غيره.

لم يعرف عن عمر بن أبي ربيعة أنه مدح الرجال في شعره، حتى أنه أجاب سليمان بن عبد الملك عندما سأله عن علة امتناعه عن مدح الرجال، فقال له: أنا لا أمدح إلا النساء، وكانت ممدوحته المفضلة، هي الثريا ابنة عبد الله بن الحارث، كانت من أجمل نساء قريش، وأكثرهم ذكاء.

ومن شعره فيها أبياته الشهيرة التي يقول فيها «أيها المنكح الثريَّا سُهيلًا.. عمرك الله كيف يلتقيان.. هي شامية إذا ما استقلت.. وسهيل إذا استقل يماني» ويحكى أن الثريا أرسلت إليه ذات يوم، بأنها مريضة، وأن المرض يشتد بها، فهب ابن ربيعة، وامتطى جواده، وأخذ يسرع به، دون وقوف أو راحة، حتى وصل إليها، وإذ بها سليمة، تضحك إليه، وتتسلى بوقتها.

عمر ابن ربيعة وهند وفلسفة الخروج من مأزق اللوم

 أَلا قُل لِهِندٍ إِحرَجي وَتَأَثَّمي.. وَلا تَقتُليني لا يَحِلُّ لَكُم دَمي.. لم تكن الثريا وحدها، التي تغزل بها ابن أبي ربيعة، فهناك الكثير من النساء التي قال فيهن الشعر، ومن أشهرهم هند بنت الحارث المرية، والتي أحبها حبا جما، حتى ورد عنه من الآثار، أنه كان يبك على فراقها دوما، ويمكث أياما طوال بين حزنه وكآبته.

وكانت هند تحب عمر بن أبي ربيعة كثيرا، شأنها شأن جميع النساء التي عرفنه، لكنها كانت تكره فيه عينه الزائغة، وتعدد علاقاته التي كانت معلومة لدى الجميع، وهذا ما يجسده هو في قوله «فَقالَت وَصَدَّت ما تَزالُ مُتَيَّمًا.. صَبوبًا بِنَجدٍ ذا هَوىً مُتَقَسِّمِ» لكن تتجلى فلسفة عمر في الأبيات اللاحقة لذلك البيت في فن التعامل مع المرأة، حيث استدرك الأمر، ووضع يده فوق مفتاح الخروج من مأزق اللوم، وأخذ يقول لها: 

«فَقُلتُ اِسمَعي يا هِندُ ثُمَّ تَفَهَّمي

مَقالَةَ مَحزونٍ بِحُبِّكِ مُغرَمِ

لَقَد ماتَ سِرّي وَاِستَقامَت مَوَدَّتي

وَلَم يَنشَرِح بِالقَولِ يا حَبَّتي فَمي

فَإِن تَقتُلي في غَيرِ ذَنبٍ أَقُل لَكُم

مَقَالَةَ مَظلومٍ مَشوقٍ مُتَيَّمِ

هَنيئًا لَكُم قَتلي وَصَفو مَوَدَّتي

فَقَد سيطَ مِن لَحمي هَواكِ وَمِن دَمي» 

فتنسى هند بعد تلك الأبيات الغزلية، فيما كانت تعاتبه وتلومه، ويتحول الأمر من لوم واتهام، إلى مزيد من الحب والهيام.

ولعمر بن أبي ربيعة حكايات أخرى متعددة مع النساء، منهم عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، وفاطمة بنت عبد الملك بن مروان، وزينب بنت موسى، وغيرهم من النساء الجميلات اللائي دأب ابن ربيعة على حبهم، وكتب فيهم أغلب قصائد ديوانه الشهير.

تابع مواقعنا