في ذكرى وفاته.. تفاصيل تولي الشيخ مصطفى عبد الرزاق وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر بأمر ملكي | صور
تميزت محافظة المنيا الملقبة "بعروس الصعيد"، خلال الحقب الزمنية الماضية بأبنائها اللذين أثّروا في تاريخ مصر، وكان لهم دور مهم وفعال للتغيير والتطوير في جميع المجالات المختلفة والمتنوعة سواء داخل الدولة أو خارجها، وبطل قصتنا اليوم هو الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق، مجدد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث.
نشأت العلامة الراحل مصطفي عبد الرازق بالمنيا
رحل الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق، أول شيخ أزهري يتولى وزارة الأوقاف في مصر، عن عالمنا في 15 فبراير عام 1947، بعد عامين من تعيينه شيخًا للأزهر الشريف خلفًا للإمام المراغي، وولد وترعرع بقرية جرج التابعة إداريا لمركز ومدينة بني مزار، شمال محافظة المنيا عام 1885، واليوم هو الذكرى الثانوية للعلامة الكبير الذي ينتسب لأسرة لها تاريخ كبير وعريق منذ الأجداد في السياسة والدين.
تغيير القانون بأمر ملكي لتعيينه شيخًا للأزهر
تولى الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق مشيخة الأزهر الشريف في ديسمبر عام 1945، خلفًا للأمام المراغي بعد أن توفي في أغسطس 1945، بقرار أصدره الملك فاروق بتعيين شيخًا للأزهر، رغم أنه ليس من ضمن أعضاء هيئة كبار العلماء ولا يعين بها إلا من تولى وظائف معينة في القضاء الشرعي.
فكان هناك عائق قانوني يمنع تعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق بهذا المنصب آنذاك، إلا أنه عدل شروط تعيين شيخ الأزهر بإلغاء المادة القانونية الخاصة بالتدريس في الأزهر ليصبح التدريس في الأزهر أو جامعة فؤاد أو جامعة فاروق ولمدة خمس سنوات بدلًا من عشر، وإلغاء أيضا شرط عضوية هيئة كبار العلماء.
دخول اللغات الأجنبية ورفض علماء الأزهر قرار التعيين
مر الشيخ مصطفى عبد الرازق، بأزمات كثيرة أبرزها الاعتراض الكبير ورفض علماء الأزهر قرار تعيينه شيخًا للأزهر الشريف، وكان دائما يشتكي كثيرًا مما يتعرض له من مقاومة لقراراته، ورغم كل هذه الصعوبات تحدي الجميع وسعي للتغيير والإصلاح، فأدخل اللغات الأجنبية وأرسال عدة بعثات خارجية من الأزهر لدول العالم.
تجديد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث
يعد الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق، من أهم العلماء وأبرز رواد الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، ودائما كان يسعى للإصلاح والتجديد الديني وله مواقف وقرارات قوية في هذا الاتجاه، ولكونه تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده وينتمي لمدرسته، حيث كان أول أستاذ مصري يكلف بتدريس مادة الفلسفة الإسلامية في التعليم الجامعي بمصر.
أبرز المؤلفات
توفي الشيخ مصطفى عبد الرازق وترك لنا إرثًا كبيرا من مؤلفاته التي أثرت في الفلسفة الإسلامية أبرزها: الدين والوحي والإسلام، وتمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، الذي يعد من أهم وأشهر كتبه وصدر عام 1944، وكتاب فيلسوف العرب والمعلم الثاني، وهو يتضمن فصولًا عن الكندي والفارابي مع بحث الجوانب الفلسفية عند المتنبي والمعري وابن الهيثم وآرائه الرياضية وابن تيمية وفلسفته.