في ذكرى إعدامه.. كيف جسد جاك لوي دافيد لحظات سقراط الأخيرة؟
يجلس سقراط أمام طلابه، وساقه تتدلى للأسفل، يتحدث إليهم بكلماته الأخيرة، بالتزامن مع عرض كأس القنب عليه، وهي الكأس القاتلة، الذي حكم على سقراط تجرعها، ليموت، هكذا صور الفرنسي جاك لوي دافيد، لحظات سقراط الأخيرة في لوحته المرسومة في 1787.
وكانت المحكمة قد قضت بموت سقراط في 15 فبراير من العام 399 ق.م، واستوحى ديفيد لوحته من نص أفلاطون، الذي وصف فيه لحظات موت سقراط، حيث كان يصف المشهد قائلا: جلس سقراط في سريره، وثنى إحدى أقدامه للداخل.
ونجد ديفيد في لوحته يصور سقراط بين أشهر طلابه، حيث تجد بكريتو، الذي يستمع إلى كلمات معلمه بإنصات، يتملكه الحزن، ويضع يده على رجل سقراط، كأنما يربت عليها، ويشد من أزره، وفيدو تتخفى في ردائها، وخلفها رأس كريتوفولوس، وأفلاطون يجلس بخيبة أمل، مسندا ظهره إلى سرير سقراط، محنيا رأسه للأسفل، بأسى يملأ جميع تفاصيله.
مآخذ على جاك لوي دافيد
يشير سقراط بيده اليسرى إلى السماء، وبالأخرى يستعد لأخذ الكأس الأخيرة، التي تحوي الموت، وعيناه موجهة لطلابه، دلالة على اهمامه بالحديث، وعدم اكتراثه بالموت، وعلى السلم في الخلف، نجد زانثيبي تخرج، حسب أفلاطون، فأنها كانت تصرخ، فأمر سقراط كريتون أخذها للمنزل، وإخراجها في تلك اللحظات من السجن.
أخذ على اللوحة وجود أفلاطون، وهو فعليا لم يكن حاضرا لتلك اللحظة، لأنه كان مريضا، لكن برر الأمر بأن اللوحة كانت بمثابة انتصارا للفلسفة، ولم يكن ممكنا بأي شكل من الأشكال أن يخرج أفلاطون منها.