الأزمة الأوكرانية.. روسيا تستبعد خيار الحرب والناتو وأوروبا يطلبان الدليل
تظل الأزمة الأوكرانية على صفيح ساخن حتى الآن؛ رغم إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لا تريد الحرب، والنفي الروسي لوجود أي خطط لغزو أوكرانيا، إلا أن أوكرانيا والدول الأوروبية وأمريكا والناتو يرون أن الغزو الروسي قد يبدأ في أي وقت.
ورغم حالة التعبئة التي اتبعتها وسائل الإعلام الأمريكية، نحو غزو روسي وشيك على أوكرانيا، وحديث الرئيس الأوكراني نفسه فولوديمير زيلينسكي، الذي تناول أن الغزو سيكون يوم 16 فبراير، إلا أن مسؤول أوكراني كبير نفى ذلك في حديثه لشبكة سي إن إن، قائلا: إنها للسخرية والمزحة، ولكن يظل ترقب العالم لاندلاع حرب في أوكرانيا قائما.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد ان روسيا لم تتسلم ردًّا؛ بناء على المقترحات التي قدمتها إلى الدول الغربية، ونعتبر أن حلف شمال الأطلسي الناتو أخفق حتى الآن في معالجة ما وصفه بمخاوف روسيا الأساسية بشأن الأمن، معلنا في الوقت نفسه استعداده لمواصلة المفاوضات بشأن أوكرانيا وقضايا أخرى.
فيما يري الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إنه لم ير أي دليل يدعم الادعاءات الروسية التي تفيد بأنها سحبت بعض قواتها من على الحدود الأوكرانية.
روسيا تعلن بدء سحب قواتها
وسبق أن أعلنت روسيا، أنها بدأت سحب بعض قواتها المنتشرة بالقرب من أوكرانيا، وطلب البرلمان الروسي من الرئيس بوتين، الاعتراف بإقليمين يسيطر عليهما المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا.
وشكك الرئيس بوتين- خلال مؤتمر صحفي، عقده مع المستشار الألماني أولاف شولتس، عقب انتهاء محادثاتهما، اليوم، في موسكو- في مسألة السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، معتبرا أن أوكرانيا بعيدة كل البعد عن الشروع في تقديم طلب للعضوية.
ويعتبر المطلب الأساسي لروسيا في الأزمة الأوكرانية؛ هو أن يضمن الغرب ألا تنضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو.
من جهتها، تعتبر أوكرانيا أنها صاحبة القرار في الانضمام إلى حلف الناتو مستقبلا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا- بعد اجتماعه مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، في العاصمة كييف، اليوم- إن أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي هما فقط من يتعين عليهما مناقشة سعي كييف إلى الانضمام إلى الحلف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، للصحفيين: بعد ورود أنباء عن عودة بعض القوات الروسية إلى القاعدة.. لدينا قاعدة.. لا تصدق ما تسمعه، صدق ما تراه، عندما نرى انسحابا؛ سنؤمن بوقف التصعيد.
في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اتصالا هاتفيا جديدا بشأن الأزمة الأوكرانية، مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
استمرار التواصل بين واشنطن وموسكو بشأن الأزمة الأوكرانية
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية: بعد مكالمتهما الأخيرة، السبت، اتفقا على البقاء على اتصال، دون أن يقدم تفاصيل عن محادثتهما الأخيرة، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
المملكة المتحدة أيضا تشكك في حديث روسيا عن الانسحاب، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية: حتى نصدق إصرار روسيا على عدم وجود خطط لغزو أوكرانيا؛ يجب عليها سحب جميع قواتها المحتشدة بالقرب من الحدود مع كييف.
في ضوء ذلك، وجهت أكثر من 10 دول، مواطنيها، بمغادرة أوكرانيا، وسط تأكيدات أمريكية أن القصف الجوي يمكن أن يبدأ في أي وقت.
جدير بالذكر أن روسيا نشرت نحو 130 ألف جندي بالقرب من الحدود الأوكرانية، من بينهم نحو 30 ألفا يشاركون في التدريبات العسكرية في بيلاروسيا.