ظاهرة منتشرة │ لماذا تجذب كتب وروايات الرعب الشباب؟.. أخصائيون نفسيون يجيبون
انتهت فعاليات الدورة الـ 53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل أسبوع من اليوم، وحملت في رحالها أوقاتًا سعيدة قضاها القُراء في مقر أرض المعارض بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، كما أنها تركت إثرًا مضيئًا يشهد على التنوع الثقافي في دورة المعرض هذا العام.
وخلال أيام المعرض، تصدرت الكثير من العناوين، أرقام مبيعات معرض الكتاب، وجاءت كتب وروايات الرعب من بين الكتب التي لاقت إقبالا واسعا من جمهور وزوار المعرض.
وبرزت هذه الأعمال لتؤكد أن هناك جوانب أخرى أصبح القارئ يبحث عنها، ليس في الأغلفة التي تقدم له مادة علمية فقط، بل في المواد التي يكتشف من خلالها طبيعته الإنسانية.
وكان من اللافت للأنظار، إقبال الشباب على منصات التوقيع التي استقبلت العديد من كتاب الرعب، ومن ضمنهم الإعلامي والروائي أحمد يونس، الذي حظيت روايته نادر فودة 7، بإقبال واسع، جعله يفرد لفعاليات التوقيع، يومين كاملين داخل أروقة المعرض، وكانت بين أكثر الأعمال مبيعا هذا العام.
ولكن، هل توجه القُراء لشراء أعمال الرعب وقراءتها له أثرٌ على الصحة النفسية؟ وما الأسباب التي تدفعهم في الأصل إلى قراءة هذه الأعمال والاستمتاع بها؟ ويستعرض القاهرة 24 أهم هذه الأسباب من خلال أخصائيين للصحة النفسية، موضحين الدافع وراء هذا السلوك.
العنف طبيعة إنسانية واتجاه القراء لأعمال الرعب يعبر عن طبيعتهم
وفي هذا الصدد، قال الدكتور وليد هندي، أخصائي الصحة النفسية، إن الإقبال الشديد على كتب وأعمال الرعب في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، له أسباب كثيرة، منها أن القارئ يحاول أن يتغلب على مخاوفه الحقيقية بخلق مخاوف وهمية، وهذا يتحقق له من خلال قراءة كتب الرعب.
وأضاف هندي، خلال حديثه لـ القاهرة 24: أن العنف طبيعية إنسانية، لذا فإن القراء يجدون في قراءة أعمال الرعب متنفسًا حقيقيًا لهم، حيث تحميهم هذه الأعمال من الاعتقاد ببعض الأفكار السوداوية التي ربما تجعلهم يمارسون العنف والسادية على المحيطين بهم.
وتابع الأخصائي أن إقبال القراء على دور النشر التي توفر لهم كتب وروايات الرعب أمر يجب ألا يتخوف منه، ويعود ذلك إلى أن هناك بعض القراء لا يتأثرون بقراءة الرعب ولا تفزعهم تخيل الأحداث في الرواية إلا بعض لحظات، وتثير فيهم البهجة في الأوقات الأخرى.
واختتم هندي حديثه مع القاهرة 24 قائلًا: أرى أن طبقة المثقفين يتجهون لقراءة أعمال الرعب لأنها تمثل لهم نوعًا من التطهير الذاتي، غير أنها تعزز لديهم قوة الشعور العاطفي، ومنح الآخرين الدفء وعدم التوتر، وأنصح بقراءة الرعب مع عدم الاستغراق فيه.
الإنسان في بحث دائم عما هو مخيف وغريب
وقال الدكتور جمال فرويز، أخصائي الصحة النفسية، إن قراءة قصص الرعب ليست قاصرة على المصريين فقط، بل إن العالم كله يحب قراءته، والدليل على ذلك قصص أجاثا كريستي وغيرها، ومدى رواجها في الأسواق.
وتابع فرويز، في تصريح لـ القاهرة 24: أن الدافع وراء اتجاه القُراء إلى أعمال الرعب هو أن الإنسان يبحث دائمًا عن كل ما هو غريب أو مخيف كنفس بشرية تبحث عمّا يثير رعبها مثل الملاهي.
وأكد الأخصائي أن هذه الظاهرة منتشرة في العالم كله، مضيفًا أنهم يخفون مخاوفهم في قراءة الرعب، غير أن هناك العديد من الأشخاص الذين يسعدون خلال تصفح هذه الأعمال.