باحثة في جامعة عين شمس تقدم روشتة بشأن هروب الأبناء من المنزل
أكدت آية شعبان الباحثة في العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، أن تربية الأبناء والتعامل معهم تحتاج إلى مرونة، لمساعدتهم على تخطي المراحل العمرية الصعبة كمرحلة المراهقة، فهي من المراحل التي يجب الاهتمام بها بشكل خاص، نظرًا للتغيرات التي يمر بها المراهق سواء كان ذكرًا أو أنثى.
وأضافت الباحثة في تصريحات صحفية، أن شعور المراهقين بعدم وجود آبائهم يساندونهم، وأنهم ينتقدونهم باستمرار ويعاقبونهم دائمًا على أبسط الأشياء، ويصدرون أحكامًا على كل سلوك صادر عنهم دون وجود حوار حقيقي بينهم، يؤدي ذلك للشعور بعدم الانتماء لأسرهم ومنازلهم، مؤكدة أن الضغط النفسي الذي يسببه الوالدان لأبنائهم، يدفعهم إلى التهديد بالهروب أكثر من مرة، لينقلب هذا التهديد إلى واقع مرير، فمعظم الأطفال المشردون هم ضحايا العنف الأسري.
التفرقة بين الأبناء في المعاملة
وأوضحت، أنه من أكثر الأمور التي تدفع الأبناء للانحراف، هي التفرقة في المعاملة وخاصة بين الأخوة، بالإضافة إلى استخدام أسلوب المقارنة بأقرانه، فيشعرون بجلد الذات،وعدم الثقة في أنفسهم ويستخدمون الهروب كحيلة دفاعية عن أنفسهم، كذلك الخلافات الأسرية مع الوالدين أو انفصال أحدهما عن الطرف الآخر، حيث يصبح الأبناء غير قادرين على مواجهتها فيلجأوا إلى الهروب.
وأكدت الباحثة، أنه لتجنب نزول الأطفال للشارع يجب على الوالدين الاستماع إلى وجهة نظر أبنائهم والنظر للأمور من منظور الأطفال،وليس من منظور الآباء ومحاولة التقريب ونصحهم بأسلوب عقلانى،وكذلك تجنب الأبوين الشجار أمام الأبناء،وخلق روح التعاون بين أفراد الأسرة، والتركيز على الأمور الجيدة التي يقوم بها الطفل
وشددت على أنه عند تهديد الطفل بالهروب من المنزل، لا بد من التحدث معه بصدق وإخباره بمشاعر الخوف من فقدانه، واشعاره بالحب والسماع لوجهة نظره والتعاطف معه، كما أنه من المهم في مرحلة المراهقة،عدم لوم المراهق على التصرفات، التي يقوم بها بل مساندته ومساعدته على إيجاد حلول إيجابية للمشاكل التي تواجهه.
تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهق
وشددت على ضرورة تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهق، وإيجاد طريقة للتواصل التي تساعد على التقرب منه، وتجعله يبوح بكل ما يريد دون خوف، والاهتمام بميوله ومواهبه الميول، حيث تساعد على تكوين شخصيته وتنميتها، وتحفيز قدراته الخاصة وألوانه بعض المسؤوليات، التي تساعده على اتخاذ القرارات، والحرص على التعرف بأصدقائه حتى لا يتعرض إلى أصدقاء السوء.
وأوضحت الباحثة: أن أبناءنا لا بد أن يخطئوا مرة واثنتين ومائة وبعض الأخطاء تكون جسيمة، ولكن هل هناك أحد مننا معصوم من الخطأ وهل خبرتنا في الحياة التي تحمينا من الأخطاء تولد معنا أن نكتسبها مع مرور الوقت، وبعد الوقوع في أخطاء تعلمنا وتعطينا خبرة في الحياة ؟.