علي جمعة: اسم الله اللطيف يُشعر بحقيقة العلاقة بين العبد وربه
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله سبحانه وتعالى لطيف، ومن أسمائه اللطيف، وهذا اللطف نعيشه في كل يوم ونراه في لحظات حياتنا، ونقول فيما نقول -وكأننا نفسر هذا اللفظ الجليل: قَدَّر ولطف.
علي جمعة: اللطف فيه رحمة وشفقة ورفق
وأضاف جمعة، خلال منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: اللطف فيه رحمة، وفيه شفقة، وفيه رفق، والله سبحانه وتعالى يُقدر على الإنسان أقدارًا، وتحدث هذه الأقدار كما أراد الله؛ لكن لطفه يدخل فيها ويحول بين نهايتها.
تابع مفتي الجمهورية الأسبق: فلو قَدَّر الله علينا الفشل، أو قَدَّر الله علينا الحادثة، أو قَدَّر الله علينا المرض، أو قَدَّر الله علينا تضييق الرزق، فإنه يُقَدِّر ذلك، فإذا ما وقع هذا في الكون، وقع مع شيء من اللطف، الذي يحمينا من آثاره المدمرة، فيحدث الحادث، وإذ بالإنسان يقوم منه معافىً سليمًا، ونقول حينئذ: قَدَّر ولطف، ويحدث المرض، ثم يعقبه الشفاء، فنقول: قَدَّر ولطف، ويحدث التضييق في الأرزاق، ثم تحدث مع هذا البركة، والقليل يكفي عن الكثير، فنقول: قَدَّر ولطف.
وأشار جمعة، إلى أن اسم الله تعالى اللطيف، من الأسماء التي جرت كثيرًا على ألسنة أهل الله، وهم يذكرون ربهم: يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف، وكأنهم يستغيثون به: أنك يا ربنا، إذا قَدَّرت علينا شيئًا، وما دمت قد قدرته فلا بد أنه حادث، فيا ربنا الطف بنا فيما جرت به المقادير، ومن دعاء الصالحين: اللهم الطف بنا، فيما جرت به المقادير.
واصل جمعة: اسم الله تعالى (اللطيف) يُشْعِر بحقيقة العلاقة بين العبد وربه؛ لأن العبد يعترف بعظمة مولاه، وبقدرته، وبتقديره، وبقضائه وقدره، وثانيًا: يرضى عن هذا القضاء والقدر.
واستكمل: ثالثًا: لا يتدخل في ملك الله، ولا يعترض عليه؛ لكن يرجو رحمته، ويرغب فيما عند الله من الخير، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أرحم به من نفسه، ويطلب من الله سبحانه وتعالى جريان اللطف فيما قَدَّر في قوله: يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف، فكان هذا دعاءً من دعاء الصالحين، والدعاء لا يقتصر على تلاوته من غير الشروع في سببه، أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نُعِدَّ القوة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}.
وأوضح جمعة، أن الله أمرنا بإصلاح الحال معه، وبالصبر على الناس في قوله تعالي: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ}، وأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالسير في الأرض، وتدبر ما يحدث فيها: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}.