في ذكرى وفاته.. كيف وصف الطيب صالح موت الأنثى بالإثم والرجل بالكبرياء في روايته؟
تحل اليوم ذكرى الطيب صالح، الروائي السوداني الذي أطلق عليه النقاد عبقري الرواية العربية، الذي رحل عن عالمنا عام 2009، وكان صاحب سبق في الصحافة والأدب العربي.
ويعتبرالكاتب الطيب صالح، من أشهر الأدباء الذين كان لهم بالغ الأثر في العالم العربي أثناء القرن العشرين، إذ أنه كان من عمالقة الكتابة في القصص القصيرة بجانب الروايات، بجانب عمله في الصحافة وخاصة لدى إذاعة بي بي سي البريطانية، وتمت ترجمة قصصه إلى ما يزيد عن 10 لغات.
كتب الطيب صالح عن السياسة، واحتوت موضوعاته على تبعات الاستعمار وما يفعله الاحتلال ببلادنا، بجوار ذلك فصل العلاقة بين المجتمع العربي والغرب في كتاباته، وما زاد من واقعية ذلك هو انتقاله إلى أوروبا والعيش فيها.
موت آثم وآخر نبيل.. الموت في رواية موسم الهجرة إلى الشمال
وكتب صالح عددًا من الروايات، أبرزها: رواية موسم الهجرة إلى الشمال، وهي رواية يعبر فيها عن جموح الرجل وكبريائه، من خلال إبرازه في صورة مواطن سوداني يذهب للسكنى في الغرب، ويتعامل مع النساء ببساطته الشرقية رغم ذكائه الحاد.
وفي هذه الرواية يصف الكاتب الطيب صالح العلاقة بين الشرق والغرب، كما يصور موت الرجل في هذه الرواية بالموت النبيل، الذي مات وهو مرضي عنه وناكرًا لذاته، وذلك بصرف النظر عن موت الأنثى التي صور موتها بأنها إثم وخطيئة، وذلك لتوضيح عدد من القضايا السياسية والاجتماعية المشتركة بين الشرق والغرب.
وتعتبر المرأة في هذه الرواية، ضحية للرجل الذي غالبًا ما يكون ضحية لظروف مجتمعية أخرى، فعلاقة الرجل بالأنثى فيها دائمًا ما تكون علاقة آخرها موت، إما موت معنوي أو مادي، حيث يفرغ فيها كل الهم الذي ورثه من الاستعمار ويضعه في قلبها، فتموت كمدًا وألمًا أو تقوم بقتل نفسها بنفسها.
