الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدعوة المفتوحة.. والرسائل الرئاسية المقصودة

السبت 19/فبراير/2022 - 10:36 م

عندما وجّه الرئيس السيسي الدعوة المفتوحة لمراسل محطة سي إن إن العالمية، بالنزول إلى الشارع المصري ومعرفة آراء الشعب نحو حكومته، لم تكن هذه الدعوة عبثية ولكنها مقصودة، لأن الرئيس السيسي يعلم جيدًا بأنه ليس هناك دولة في العالم لا يتم توجيه انتقادات لها سواء بشأن حقوق الإنسان أو سياسة الحكم فيها، كما أن مصر ليس لديها ما تخشاه، ولسان حال الرئيس السيسي يقول إننا ليس في معزل عن العالم الذي أصبح كقرية صغيرة، فمصر هي التي أعلنت طواعية عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تمثل نقلة نوعية رفعت سقف الطموحات، كما أن الرئيس السيسي يريد أن يقول للعالم بأسره، ليس عندنا ما نريد إخفاءه كما أنه يريد سيادته أن يقول للإعلام العالمي لا تعتمدوا على التقارير المفبركة ذات الأغراض الملتوية، والتي تريد أن تحقق مكاسب سياسية خاصة بأصحابها، ولكن عليكم أن تبعثوا مراسليكم إلى أرض الواقع المصري، فالذي يريده الرئيس أن يسمع العالم من الشعب ولا يسمع عن الشعب، حتى تكون الصورة المنقولة حقيقية وواقعية، كما أن هناك عددا من الرسائل الأخرى التي يريد الرئيس السيسي أن يبعث بها إلى العالم، ومنها على سبيل الحصر لا المثال الآتي: 


الرسالة الأولى: القضاء على الشائعات في مهدها 
 

الرئيس يعلم أن الخطر الحقيقي الذي يضر بالبلاد، هو تفجير الدولة من الداخل، وذلك من خلال نشر الشائعات وفقد الأمل والعمل على أن يشعر المواطن البسيط الإحساس بالإحباط دائما والخوف من المستقبل، كل هذه الأمور تشتغل بمنظومة إعلامية محترفة تبث من خارج البلاد، والهدف منها إحداث حراك في الشارع المصري من أجل الفوضى وإظهار أن النظام فاشل في تحقيق طموحات الشعب المصري، وعندما يسمح الرئيس للإعلام الأجنبي بنقل الصورة من داخل البلاد، يقطع الطريق عن الإعلام المعادي في اللعب على مثل هذه الأمور عن طريق بث الشائعات.

 

الرسالة الثانية: من الموضوعية النظر إلى نصف الكوب الممتلئ وليس نصف الكوب الفارغ. 
 

وهذا المثل يطالبنا بالتركيز في كل أمور حياتنا على التفاؤل والأمل.. وعلى الجانب المشرق والإيجابي منها وهو الذي يمثل نصف الكأس المملوءة، وعدم التركيز على النصف الفارغ الذي يمثل كل ما نعانيه من صعوبات ومشاكل واحتياجات وحرمان وهذه هي الجوانب السلبية في الحياة.
 

الرسالة الثالثة: أن الأوطان لا تبنى بالأماني فقط. 
 

الهدم سهل ولكن البناء صعب ويحتاج إلى جهد ووقت، فسهل للمواطن أن يهدم ما تم بنائه، ولكن من الصعب أن يبني ما تم هدمه، فالبناء يحتاج إلى تضحيات كبيرة وإنكار للذات وتقديم مصلحة الوطن عن المصلحة الذاتية للأشخاص، فلأنه تختفي بين المجموع عند بناء الوطن. 

وأخيرًا.. أنا أعلم جيدا أن الرئاسة تعلم جيدًا ما يعانيه الشعب من أزمات اقتصادية، وأن غلاء المعيشة أصبح واقعا ملموسا يعيشه غالبية الشعب، وأن رفع مستوى معيشة المواطن المصري من ضمن أولويات الرئيس السيسي في قادم الإنجازات التي ينتظرها الشعب، والإنجاز الذي ينتظره الشعب هو حصاد الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ منذ عام 2014 وأظنه مازال مستمرًّا حتى الآن، وإن نتائجه سيَجنيها الشعب المصري قريبا جدا بإذن الله، من أجل ذلك وغيره كثير جاءت دعوة الرئيس السيسي للإعلام العالمي ممثلا في وكالة سي إن إن للنزول للشارع المصري لنقل الواقع على حقيقته.

تابع مواقعنا