هل تتأثر منطقة الشرق الأوسط حال اندلاع حرب نووية بين أمريكا وروسيا في أوكرانيا؟
أصبحت الصحف الدولية تعج بأنباء عن اندلاع حرب عالمية جديدة، وذلك على خلفية تربص روسيا بالحدود الأوكرانية وتهديدها بالغزو في أي لحظة كي تعود الدولة التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي سابقًا.
ولكن ماذا لو اندلعت حرب عالمية ثالثة؟ كيف ستكون النتائج على الدول التي لا تتخذ أي من أطراف المعادلة؟، أي الدول التي لم تتخذ أي موقف من الحرب سواء اتخاذ صف روسيا وبيلاروسيا والقوى الشرقية، أو اتخاذ صف الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي الناتو بصفة عامة، ولكنها تقع على مقربة من الحدود الجغرافية.
وتلوح روسيا باستخدام السلاح النووي لغزو أوكرانيا، حيث استعرض بوتين الرئيس الروسي أمس السبت، قدرات موسكو النووية من خلال إصدار صواريخ نووية للتدريب، ولكن ماذا لو لجأت روسيا لاستخدام النووي بالفعل؟
تمتد التأثيرات الإشعاعية لتصل إلى مناطق محيطة تقدر مساحتها بأكثر من 5.6 كيلومترا مربعا خلال مدة تقدر بشهر واحد وتكون مميتة للبشر، ويصل تأثير الانفجار النووي إلى مسافة تتجاوز 26 كيلومترا تتضمن تهشم النوافذ الزجاجية والغبار الإشعاعي.
وعندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام النووي في حربها ضد اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو الحدث الذي أنهى الحرب العالمية الثانية لصالحها، مما أدى إلى مقتل نحو 70 ألفا من إجمالي سكان المدينة البالغ عددهم حوالي 320 ألف نسمة بصورة فورية، وفقًا لتقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما أسفرت قنبلة ناجازاكي الثانية عن مقتل 39 ألف شخص على الفور، وهي أرقام ارتفعت هي الأخرى كثيرا مع تساقط مزيد من ضحايا القصف بمرور الوقت.
أجرى باحثان من جامعة برينستون الأمريكية ونشرتها مجلة نيتشر، تشير إلى أن 70% من المحميات الطبيعة في إفريقيا تضررت بسبب الحروب التي وقعت في القارة بين عامي 1946 و2010، ما تسبب في انقراض عدد من الثدييات والطيور البرية، ووصول بعض الأنواع إلى حالة حرجة تهددها بالانقراض، أي أن تأثير القنبلة النووية وصل من اليابان إلى إفريقيا وهو ما يجعل تأثير القنبلة النووية يمتد جغرافيًا لنطاقات واسعة.
تأثير القنابل النووية جغرافيًا
وعليه فإذا أقدمت روسيا على استخدام السلاح النووي سيصل إلى جميع الدول المجاورة ومن بينها الدول التي تقع شمال إفريقيا وذلك إذا كان تخصيب القنبلة النووية كبير للغاية يمكنها من التأثير على نطاقات واسعة.
جدير بالذكر أن روسيا ستكون أول المتضرين من استخدامها للسلاح النووي، حيث أن أوكرانيا التي تهدد موسكو باللجوء للنووي معها، تقع على الشريط الحدودي مع روسيا، وعليه ستكون روسيا وسكانها أول المتضررين من استخدام النووي، حيث أن الإشعاع سيمتد للأراضي الروسية وسيؤثر على المحاصيل الزراعية والمواليد والوفيات وإصابات المواطنين بالإشعاع الذي يؤدي إلى قتل الأشخاص بصورة مباشرة.