الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

شروط استحقاق الكد والسعاية وقيمته وهل يحق للزوج المطالبة به؟.. فقهاء يجيبون

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 20/فبراير/2022 - 09:56 م

"أنا زوجي موظف بسيط وأنا بشتغل وبساعده على أقد ما أقدر وعندي ولدين، جبت عربية من فلوس ميراثي وكتبتها باسمه، وفوجئت إنه اتجوز عليا وكان مطلقني دون علمي وردني أيضا دون علمي، مش عارفة أعمل إيه خد فلوسي وخاني وكذب عليا وقولتله اكتب لي العربية رفض...."، تشكو هناء محمود (اسم مستعار بناء على طلبها) من سوء معاملة الزواج ونكران حقها، بعد 15 عاما من الزواج.

هناء واحدة من آلاف الزوجات اللائي يشكون نكران الزوج لجهودهن ومساعدتهن في تحسين أوضاع أسرهم المالية وتكوين ثروة، لكنهن لا يجدن غير المعاملة السيئة وسوء المعاملة لاحقا، ما يتسبب في ضياع حقها ومجهودها الذي بذلته على مدار عدة سنوات لزيادة قدرتهم المالية، وهو ما يحدث بمشاركة الطرفين في جميع الحالات، وعندما تطرأ الخلافات ويصل الأمر إلى الطلاق، فإن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها بعد الطلاق ومن ضمن هذه الحقوق حق الكد والسعاية.

وقال الأزهر الشريف في بيان له، أنه يجب تعويض المشترك في تنمية الثروة العائلية، كالزوجة التي تخلط مالها بمال زوجها، والأبناء الذين يعملون مع الأب في تجارة ونحوها، فيؤخذ من التركة قبل قسمتها ما يعاد حقهم، إن علم مقداره، أو بتصالح عليه حسب ما يراه أهل الخبرة والحكمة إن لم يعلم مقاره.


الكد والسعاية يشترط وجود شراكة مالية

قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الدكتور سعد الدين الهلالي في عام 2021 نادى بأن السعاية تكون للزوجة في الأعمال المنزلية، وهذا خطأ لأن الزوج يكد خارج المنزل والزوجة تكد داخل المنزل، مشيرا إلى أن هذا يهدد الاستقرار الأسري وما استقر عليه المسلمون في كل زمان ومكان، لأن فيه إهانة للمرأة، يجعل الزوجة في هذه الحالة إذا أخذت أجرة عن خدمتها لأولادها وزوجها أًصبحت بمثابة الشغالة والخادمة وهذا ممنوع قولا واحدا، لأن لها النفقة بعقد الزواج الصحيح 
وأضاف كريمة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن استحقاق الزوجة حق الكد والسعاية يكون نظير أعمال مالية مع زوجها، امرأة شريكة مع زوجها في زراعة أو صناعة أو تجارة، والسعاية في الأمور المالية هذا ما قصده فضيلة الإمام الأكبر، كما حصل من حبيبة بنت زريق مع زوجها الحارث بن عامر رضى الله عنهما وحكم سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لوراثتها بالنصف في أرباح هذه الشراكة، وهذا الأمر جائز وحلال ومباح لأن هنا أصبحت هذه شركة مالية بعيدة تماما عن الأعمال المنزلية، أما قدر ما تأخذ فهذا متروك للاتفاق والتراضي بينهما وعلى حسب المجهود.

وقد ذكر الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، خلال لقاء مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" أن المرأة زوجة ومسخرة في السؤال على الزوج ومتابعة أعماله ورعاية المنزل والإشراف على نظافته والحضانة والرضاعة، وهذه من الأعمال التي اعتبرناها وظيفة، وعلى المرأة أن تأخذ حق هذه الأعمال في حالة وقوع الطلاق أو في حالة وفاة أحد الزوجين، ويأتي ذلك بالاتفاق بين الطرفين من بداية الزواج بأن لها نصف دخل الزوج في حالة حدوث طلاق.

 

حق الكد والسعاية مختلف عن حق المرأة في الميراث

يقول الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية سابقا، إن المقصود بحق الكد والسعاية هو حق العمل والتعب والمشاركة، بمعنى إنسان عمل من أجل المشاركة وبناء الأسرة، مثلا الزوجة لما تكون امرأة عاملة من مجال من مجالات العمل ويكون لها ذمة مالية وممتلكات خاصة وتشارك بها، مثلا شاركت في بناء الأسرة أو تأسيس المنزل أو بناء مسكن جديد أو شراء شقة بمرتبها أو سافرت وحصلت على أموال نتيجة سفرها وعملها في الخارج، أو لها ممتلكات خاصة ورثتها عن أهلها كل هذه الأشياء، أو أن تساهم بأشياء من أصلها أن تكون من مهام الزوج نفسه، كل ذلك يقتضي أن يكون لها مقابل غير نصيبها من الميراث، مضيفا أن ذلك في حالة عدم استقلال الذمة المالية فيجب أن تختص بنصيب من المال مقابل مشاركتها سواء عن طريق العمل أو عن طريق المساهمة في نفقات الحياة، وذلك في حالة الطلاق أو الوفاة أو عندما يريد الشخص أن يبرأ ذمته أمام الله يخصها بجزء من المال سواء كان مال عيني أو أصل من الأصول مثل شقة أو قطعة أرض، ذلك حقها بجانب نصيبها من الميراث.

واضاف عفيفي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أنه من غير المعقول أن يساهم شخص أو يوقف بجانب أحد أن يتساوى بالآخرين عند تقسيم الثروة، والمرأة لها دور كبير في حياة الأسرة والرجل، وأحيانا تكون سبب في تكوين الثروة من خلال جهودها التي تبذل في تربية الأبناء ومن خلال الدعم للزوج وللأسرة، والإسلام أنصف المرأة بحيث لا تكون الجهود التي بذلتها دون مقابل فأضعف الإيمان أن يكون هناك تقدير مادي سواء صورة عينة في صورة أموال أو أصول مثل عقار وسيارة وقطعة أرض وغيره، وهذا مختلف عن الحق الذي فرضه لها ربنا في الميراث، وهذا نوع من تكريم الإسلام للمرأة ونوع من الإنصاف، وعلى الإنسان الذي يريد أن يرضى ربنا عليه أن ينصف من معه، لأن لا يمكن أن يكون شخص دعمني على مدار سنين ولا يأخذ حقه ونقول له شكرا في النهاية فقط.

 

قيمة الكد والسعاية ليست ثابتة

كما أشار عفيفي إلى أن قيمة حق الكد والسعاية ليست ثابتة بل هي قيمة المشاركة أو المجهود، وتختلف باختلاف الظروف والأسرة وباختلاف حالة الزوج والحالة المالية، لذلك لا يوجد حصة ثابتة كما يقال الضرورات تقدر بقدرها لذلك فهذا أمر يقدر حسب الحالة أو الوضع والتي تختلف من أسرة لأخرى

للزوج حق المطالبة بحق الكد والسعاية

وعن حق مطالبة الزوج بحق الكد والسعاية، يقول الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية سابقا، إن للزوج حق أن يطالب بحق الكد والسعاية  وذلك في حالة إذا كانت الزوجة كان لها ذمة مالية مستقلة وسندها زوجها، لا بد أن يقدر هذا الجهد لأنه هنا كان داعم وشارك في تحقيق هذا النجاح، وهو أيضا نوع من جبر الخاطر مقابل الجهود التي بذلها في وقت من الحياة

 

تابع مواقعنا