علاج حديثي الولادة بالمضادات الحيوية يعيق عملية هضم حليب الأم | دراسة
وجدت دراسة أجريت حديثا أن علاج الأطفال حديثي الولادة بالمضادات الحيوية يرتبط بانخفاض البكتيريا الصحية اللازمة لهضم الحليب، وفقا للنتائج التي نشرت في مجلة Nature Communications.
تحذير للأطباء من استخدام المضادات الحيوية
يؤكد فريق العمل، أن الأطباء يجب أن يفكروا في استخدام المضادات الحيوية بطريقة تسبب أقل ضرر لميكروبيوم المولود الجديد، مجتمع الميكروبات التي تعيش في أجسامنا.
يضيف العلماء، أنه في معظم الحالات توصف المضادات الحيوية دون داع، حيث يتم تشخيص إصابة نسبة صغيرة فقط من الذين يتلقون الأدوية بالعدوى.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الوصفة الزائدة تهدف إلى ضمان العلاج المبكر لأولئك الذين تبين في النهاية أنهم مصابون بعدوى لأن أي تأخير قد يصبح سريعًا مهددًا للحياة.
وأجرى باحثون من جامعتي إدنبرة وبرمنجهام ومستشفى سبارن والمركز الطبي الجامعي في أوتريخت بهولندا، تجربة إكلينيكية شملت 227 طفلًا لتحليل كيفية تأثير المضادات الحيوية على ميكروبيوم المولود الجديد.
وتلقى نحو 147 رضيعًا مصابًا بالإنتان المشتبه به واحدًا من ثلاثة علاجات قياسية بالمضادات الحيوية، وقورنت نتائجهم بنتائج 80 طفلًا لا يشتبه في إصابتهم بالعدوى والذين لم يوصف لهم مضاد حيوي.
تم أخذ عينة من الشرج أو البراز لجميع الأطفال قبل العلاج وبعده، وفي عمر شهر وأربعة و12 شهرًا، كما تم تحليل العينات بحثًا عن الميكروبات التي تكون الميكروبيوم الجديد الخاص بها وكذلك الجينات البكتيرية المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات.
وجد الباحثون لدى حديثي الولادة الذين تم وصف المضادات الحيوية لهم، أن هناك انخفاضًا كبيرًا في مستويات أنواع مختلفة من Bifidobacterium مقارنة بالأطفال الذين لم يتلقوا علاجًا بالمضادات الحيوية.
إعاقة ميكروبات هضم لبن الأم
تساعد هذه الميكروبات في هضم لبن الأم وتعزز صحة الأمعاء، بينما تدعم أيضًا الدفاع المناعي ضد العدوى.
وكشفت الدراسة عن زيادة في البكتيريا المسببة للأمراض وعدد وفرة الجينات المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات في المجموعة التي تلقت المضادات الحيوية.
لوحظ تغيير في 251 نوعًا من 695 نوعًا من أنواع البكتيريا المختلفة التي تم فحصها بعد العلاج، مما أدى إلى تغيير التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة لصالح المزيد من الميكروبات التي يحتمل أن تكون ضارة.
في هذا السياق، قال البروفيسور ديبي بوجارت، رئيس طب الأطفال في جامعة إدنبرة وقائد الدراسة: لقد فوجئنا بحجم ومدة تأثيرات المضادات الحيوية واسعة الطيف على ميكروبيوم الرضع عند مقارنتها بتأثير نفس المضادات الحيوية على الكائنات الحية الدقيقة للبالغين.
وأضاف: هذا على الأرجح لأن العلاج بالمضادات الحيوية يتم إعطاؤه في الوقت الذي يتلقى فيه الرضع للتو ميكروباتهم الأولى من أمهاتهم ولم يطوروا بعد ميكروبيومًا مرنًا.