تسريبات جديدة تظهر بشأن حسين سالم | 12 حسابا مصرفيا داخل بنك سويسري.. ورشاوى بملايين الدولارات
كُشفت تسريبات بنك كريدي سويس تفاصيل ومعلومات جديدة حول ثروة رجل الأعمال الراحل المقرب من الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتضمنت الترسيبات كيف استخدم سالم حسابه في البنك في دفع رشاوى وعمولات إلى جهات مختلفة، إضافة إلى تمويل صفقاته وعملياته حول العالم.
12 حسابا مصرفيا داخل بنك كريدي سويس
وكشفت التسريبات، التي بدأ في نشرها صحيفة ألمانية ومؤسسة صحفية شريكة، أن سالم كان لديه على الأقل 12 حسابًا مصرفيًا في البنك السويسري ما بين عام 1974 و2010، بعضها ظل مفتوحًا عام 2015 بعدما وجهت له تهمًا بقضايا فساد متعددة في مصر، وأظهرت أن سالم استخدم الحساب رقم 750.191 لدفع ملايين الدولارات من الرشاوى المشتبه بها لشركة FlowTex ومديريها التنفيذيين، والتي يعتقدون أنها تتعلق بصفقة توفير آلات لمصفاة ميدور في الإسكندرية كان شريكًا فيها.
كُشف أمر الحساب رقم 750191 عندما طفت قضية فلوتكس على السطح، وكتب صحافي ألماني يدعى مينارد هيك عن حساب سالم عام 2011، لكن التفاصيل الخاصة بحسابات سالم وشركائه لم تعلن إلا اليوم، ورغم الفضيحة، استخدم سالم الحساب في مواصلة تحويل عشرات الملايين من الفرنكات السويسرية في السنوات الثلاث التي تلت التحقيق (2011:2014).
خلال تعاملاته التجارية، أظهر سالم ولعًا واضحًا بسويسرا، باعتبارها مكانًا لتخزين ثروته والمساعدة في إدارة عملياته، إضافة إلى كريدي سويس، تم ربطه بحسابات في بنوك يو بي إس UBS ورايفايزن Raiffeisen في تقارير إعلامية، كما أنه سجل كثير من الشركات السويسرية، كان بينها شركة تسمى “مسكة” Maska، التي استخدمها سالم للمشاركة في تأسيس مصفاة الإسكندرية التي جاءت في قلب فضيحة “فلوتكس” FlowTex.
يُظهر تحليل للبيانات، منذ أربعينات القرن المنصرم وحتى العقد الماضي، أنكثير من حسابات سالم تم الاحتفاظ بها بالاشتراك مع أفراد أسرته، كما كانت لكثر من شركائه التجاريين حسابات في بنك “كريدي سويس”، ما يشير إلى أن علاقاته بالبنك تجاوزته شخصيًا، وامتدت لآخرين مقربين منه.
تلاعب شركة النقل المصرية الأمريكية EATSCo
عام 1979، بعد 5 سنوات من فتح أول حساب لحسين سالم في كريدي سويس، انتقل سالم إلى واشنطن العاصمة، للعمل مسؤولًا تجاريًا في السفارة المصرية، وأسس سالم شركة تسمى شركة خدمات النقل المصرية الأمريكية (EATSCo) مع توماس كلاينز، وهو عميل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية، وعلى رغم عدم امتلاكها خبرة في هذه الصناعة، فازت الشركة بعقد حصري بقيمة أكثر من 50 مليون دولار لشحن الأسلحة الأميركية التي تم شراؤها بمساعدة عسكرية أميركية لمصر.
عام 1982، بدأت وزارة العدل الأميركية التحقيق في الشكاوى التي تفيد بأن شركة EATSCo كانت تضخم التكاليف عن طريق التلاعب وتقديم فواتير مزيفة، وبعدها فتح سالم حسابًا ثانيًا في “كريدي سويس”، يناير 1983، كان في وقت من الأوقات يحتوي 18 مليون فرنك سويسري، ويبدو أنه ظل مفتوحًا حتى بعدما اعترفت شركة EATSCo بالذنب في فواتير كاذبة في شهر يوليو، وذكرت وسائل إعلام أميركية أنها دفعت 3 ملايين دولار غرامات لتسوية القضية.
وقد واصل سالم فتح حسابات جديدة في أعوام 1985 و1986 و1989 و1990 و1997، وبقيت جميعها تقريبًا نشطة بعد ثورة الربيع العربي في مصر. لن تكون هذه آخر الحسابات التي فتحها، تماما كما لن تكون EATSCo الفضيحة الأخيرة التي نجا منها.
تربح ورشاوى تتعلق بمصفاة ميدور وشركة فلوتكس
أنشأ سالم مصفاة ميدور، مع المستثمر الإسرائيلي يوسي ميمان عام 1994، ثم بعد بضع سنوات باعا معظم أسهمهما إلى بنك حكومي مصري كبير، وحققا أرباح هائلة من الصفقة عام 1998، وهو العام الذي بدأ فيه البيع، ذهب سالم وابنه إلى جنوب ألمانيا للقاء المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة فلوتكس، مانفريد شميدر، لحشد فرص مربحة أخرى للمصفاة.
ناقش الرجلان عقدًا بقيمة 150 مليون مارك ألماني (85 مليون دولار) لشركة فلوتكس، لتوفير المعدات لمصفاة ميدور، وبعد فترة وجيزة، حول حساب كريدي سويس الخاص بسالم نحو 4 ملايين فرنك سويسري إلى شميدر، وبعد ذلك، بمجرد توقيع العقد، حصل على نحو 8 ملايين مارك من FlowTex
زعم المحققون أن سالم أجرى التحويل الأولي لتسهيل توقيع العقد ثم تلقى العمولات بنفسه بشأن الصفقة، وأشار تقرير صدر عام 2011 في صحيفة “دي تاغس زيتونغ” Die Tageszeitung، إلى أنه لم يتم تحديد أي غرض واضح للمدفوعات.
تحويلات بملايين الدولارات
ولكن هذه لم تكن التحويلات الوحيدة التي تم إجراؤها عبر الحساب 750.191 في ذلك الوقت، وتظهر نسخ من البيانات المصرفية أن سالم استخدم حسابه لإرسال نحو 52 مليون دولار والحصول على نحو 42 مليون دولار طوال عام 1999. وتظهر السجلات أن الحساب أنهى العام برصيد مكشوف يبلغ حوالي 10 ملايين دولار، على رغم أنه من غير الواضح كيف حصل ذلك.
ورغم هذا ظل الحساب نشطًا، إذ وصل إلى رصيد أقصى يزيد على 104 ملايين فرنك سويسرى فى سبتمبر 2003 وفقًا لبيانات مصرفية، وهذا يعني أنها تلقت أكثر من 100 مليون فرنك سويسري بعدما أشارت السلطات الألمانية إلى صلتها بفضيحة “فلوتكس”.
ظل الحساب 750.191 مفتوحًا حتى مارس 2013، بعد بدء التحقيقات مع سالم في سويسرا ومصر وإسبانيا، عندما تم إغلاقه مع بقاء أربعة فرنكات فقط في رصيده، وحتى بعد اندلاع فضيحة “غلوتكس”، واصل سالم فتح حسابات في “كريدي سويس”، مضيفا أربعة حسابات أخرى باسمه بين عامي 2001 و2005.