مش هسيبها غير لما أموت.. قصة سيدة الحديد والنار مع مهام الرجال الشاقة منذ 40 عامًا
نرجس عبد المنصف، أو "الست صباح"، هكذا تحب أن يطلق عليها من حولها، سيدة من حديد، تجلس بمطرقتها وسط أحد الطرق بمحافظة المنوفية، طارقة سبائك الحديد، لتجلعها كالعجين اللين بين يديها، فيتعجب المارون من قدرتها على، ويحتفي بها الجيران هنا وهناك، فلديهم امرأة قادرة على تشكيل الحديد!.
تبلغ صباح 60 عامًا من المثابرة في عملها الشاق، بعد أن توفي زوجها عقب عامين فقط من زواجهما، تاركًا لها طفلة في أوائل أيامها.
حدادة منذ 40 عامًا
امتهنت صباح الحدادة منذ 40 عامًا، حيث كانت تعمل رفقة والدها قبل الزواج، فرغم وجود 6 أشقاء لها، فإنهم تركوها وحيدة بعد موت والدها: "أعمل يوميًا من الثامنة صباحًا حتى العاشرة مساءً، لا أتغيب يوم، مقدرش أقعد في البيت يوم واحد أنا لو قعدت هتعب أنا طول ما بشتغل بيبقى فيا صحة، أنا كبرت بس الحمد لله لسة فيا صحة.
تعاني من أمراض بالقلب
تعاني صباح من مرض "الغضروف" وأمراض أخرى في القلب، لكنها لا تلتفت لمرضها نظرًا لظروف المعيشة الشاقة، تقول الست صباح: أنا لو قعدت في البيت مين هيصرف عليا أنا وبنتي بعد الراجل لما مات؟
لا يهون محنتها سوى تقبل الناس لها بمنطقتها واعتزازهم بها: أنا الحمد لله الناس هنا تعرفني من وأنا صغيرة لما كنت شغالة مع أبويا وكله بيحبني.
رغم أن المهنة تعتبر “مهنة رجالي” فإنها لا تلتفت سوى لقوت يومها وابنتها، إضافة لوصية والدها الذي أوصى باستكمال مسيرته في الحدادة، وكان لديه امرأة وابنة أبت أن يُخذل اسمه بعد وفاته: أنا عارفة إنها مهنة رجالة بس أنا بحبها ومش عاوز أسيبها غير لما أموت، وأتمنى أشوف بيت ربنا وأزور قبر الرسول قبل ما أمشي.