جولة بسوق الصاغة.. ما تأثير ارتفاع أسعار الذهب وتغيير الدمغة في حركة البيع والشراء؟
تتراصف المحال واحدًا تلو الآخر في صفين متقابلين يفصل بينها بضعة أمتار، وأمام كل محل نجد البائعين واقفين أو جالسين أمامه لجذب الزبائن سواء لبيع أو شراء الذهب، إنه سوق الذهب أو ما كما يقال عنه سوق الصاغة، شارع متوسط الطول تمشي خلاله لتتمتع برؤية الذهب والمصوغات المنقوشة على يمينك وشمالك، وخلال ذلك تستمع إلى صوت البائعين وهم يرددون "عايزة حاجة معينة"، "تبيعي ذهب.. تبيعي ذهب"، لكن رغم أن السوق في العادة يتصف بالزحمة لكن بسوق الذهب يختلف الأمر حاليا، حيث إنه في أثناء سيرك تجد المحلات فارغة من الزبائن ولا يوجد فيها غير العاملين بها، وبضعة محلات فقط تجد فيها زبونا أو اثنين بالكثير، حيث ارتفعت الأسعار مؤخرا، لكن هل أثر ذلك في حركة البيع والشراء؟ سيجيب عن ذلك السؤال بائعو الذهب أنفسهم.
سوق الذهب شغال بنسبة 30%
قال عماد حسن، أحد بائعي الذهب، لـ القاهرة 24 إن أسعار الذهب زادت بسبب الأحداث العالمية على الساحة بين روسيا وأوكرانيا، وتلك الأحداث أثرت في أسعار الذهب في البورصة عموما، وليس أسعار الذهب فقط حتى أسعار البترول تأثرت بذلك، وزيادة أسعار الذهب أثرت بالتأكيد على حركة البيع والشراء، لأن لو هنقول السوق كان شغال قبل هذه الأحداث دي بنسبة 70% فالنهاردة شغال بنسبة 30%، والبيع أكثر من الشراء، واللي بيجي يشتري بيبقى الهدف أنه يحط فلوسه في ذهب، أما اللي بييجوا يشتروا ذهب لمناسبة مثل الخطوبة بيبقى نازل بمبلغ محدود، المشتري بيحدده قبل ما ينزل، ودلوقتي الشبكة معظمها التقليدية اللي هي دبلة ومحبس بتكون في حدود 10آلاف جنيه، والأغلبية تتراوح ميزانيتهم من 10 إلى 25 ألف وحسب مقدرة كل واحد، والذهب وصل دلوقتي إلى 830 جنيه.
حركة البيع والشراء ميتة.. والسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا
كما أوضح أحد البائعين أن: حركة البيع والشراء ميتة بقالها حوالي ثلاثة أربع أيام بسبب زيادة الأسعار، لأن الأسعار بقالها أسبوع بتطلع، ولكن على الله وكلها أرزاق. وتابع آخر: حركة البيع والشراء أتأثرت بسبب زيادة الأسعار والزبائن ولا يتعدوا حتى عل الصوابع من قلتهم.
كما ذكر أحد العاملين بمحلات الذهب: مفيش ولا بيع ولا شرا بسبب زيادة الأسعار، لأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا أثرت على الأسعار، كان قبل كده حركة السوق كويسة كانت الأسعار تتراوح بين 790 إلى 750 عيار 21 لكن دلوقتي وصل 830 إلى 835 جنيه، فزادت آخر يومين ثلاثة بسبب المشاكل اللي على الساحة، لكن لو الأمور اتحلت الأسعار هتنزل تاني.
وأكمل آخر: الأسعار عمالة بتتطلع وتنزل، وآخر كام يوم زادت وده آثر على البيع والشرا، لكنه من قبل كده والسوق متأثر، ولكنه زاد الكام يوم دوول، والأكثر بيجي يبيع لكن الشراء أقل.
السوق هادئ.. وبيجي أيام مفيش ولا زبون
أشار أحد أصحاب محلات الذهب: السوق هادئ ومفيش زبائن، والحال ده بقاله كثير، والأكثر بيع مش شراء، لكن مفيش فلوس علشان إحنا نشتري منه لأني مش شغال فكده ولا بيع ولا شراء. وقال آخر: ساعات بيجي أيام مش بيدخل ولا زبون، والأكثر بيع مفيش شراء.
بينما أردف صاحب محل آخر: حركة البيع والشراء اتأثرت جامد بسبب الأوضاع السياسية بيتاعت أوكرانيا وروسيا وثاني حاجة ارتفاع أسعار الذهب عمل انخفاض في نسبة المبيعات، قبل الأوضاع دي كان السوق ماشي إلى حد ما، والذهب وصل دلوقتي 831 جنيه.
السوق لم يتأثر
رغم أن معظم الآراء جاءت بتأييد تأثير ارتفاع الأسعار على حركة البيع والشراء بالسلب فإنه كان هناك من رأوا أنها لم تتأُثر، حيث قال أحد أًصحاب محلات الذهب بالسوق: لا يوجد تأُثير لزيادة الأسعار على حركة البيع والشراء، والذهب مثل أي سلعة بتغلى وتقل، رغم أنها زادت لكن الناس بتشتري، الناس مش هبتبطل تلبس تذهب، ولا الناس اللي عندها ذهب هتبطل تبيع. بينما ردت إحدى المشتريات عنده: اللي عايز يشتري بيشترى، بيقولوا اشترى دلوقتي أحسن من بكرة، وأنا بحب اشتري الذهب وبحب ألبسه مش خزينة.
وسرد آخر: حركة البيع والشراء كويسة الحمد لله، متأثرتش بزيادة الأسعار في اليوم بيدخل لينا 10 زبائن وده عدد كويس.
الدمغات القديمة معتمدة.. ولن يطالب المواطنون بدمغ ذهبهم بالليزر
أوضح دكتور وصفي أمين واصف رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية أن "الدمغة الجديدة سيتم تطبيقها اعتبارا من 2023، وهي سوف تكون دمغة بالليزر تحمل كل السيرة الذاتية للمنتج مثل وقت الإنتاج ومتى أدمغت، ومن صنعه ودرجة نقاوة الذهب، كل هذا يختلف عما يشيعه الناس من أن الدمغات القديمة ستصير عديمة القيمة أو غير ذات جودة أو مشكوك فيها، وكلام كثير يقوله الناس ليس له أساس من الصحة، مع العلم بأننا في المعتاد كل سنة نغير المنتجات الموجودة في الدمغة الحالية، بحيث تكون مختلفة كل سنة لمعرفة سنة الصنع، لذلك الذهب ذو الدمغة القديمة معتمد وماشون به، والمنتجات الموجودة المصنعة فعلا والتي لم نستطع أن نبيعها أو نصرفها هذه السنة سارية، فالأمر عادي جدا، إلا أننا بدلا من أن نغير الأقلام بطريقة من الطرق على المنتج فسوف يعمل ذلك بالليزر، ولن يؤثر ذلك إطلاقا على سعر الذهب، فالذهب ذهب خاضع لأسعار البورصات العالمية، والمنتجات القديمة متداولة حتى تنتهي، وسوف يحل مكان الذهب الذي تم بيعه منتجات أخرى مدمغة بالليزر، ولن يطلب من المواطنين أن يدمغوا ذهبهم بالدمغات الجديدة.