كيف صور حافظ إبراهيم مأساة دنشواي وظلم الإنجليز في شعره؟
حافظ إبراهيم، شاعر النيل، ولسان اللغة العربية، المولود في 24 فبراير من العام 1872، في ذهبية بالقرب من قناطر ديروط، ليرتبط منذ لحظاته الأولى بالنيل، الذي لازمة حتى بعد الممات وتلقب به دوما.
حصل على شهادة الابتدائية في أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر، ليلتحق بعدها بالمدرسة الحربية، والتي تخرج منها ملازما في الجيش، وخدم في العديد من الميادين، منها السودان، حيث كان ضمن قوة مصر هناك، وأثار الجدل فيها عندما قامت حركة الجيش ضد الإنجليز في السودان عام 1901.
ألقى الإنجليز القبض على الضباط المصريين، من بينهم حافظ إبراهيم، الذي تقدم لمحاكمة عاجلة، أحيل على إثرها للتقاعد، براتب ضئيل، قدر بـ 4 جنيهات، وبعد فترة من إحالته للتقاعد، أعيد مرة أخرى للخدمة في البوليس، لكنه لم يحب جو الشرطة، فاستقال بعد فترة ليست بالكبيرة.
بدأ مسيره في السلك الوظيفي الأدبي، عام 1911، بعدما التحق بدار الكتب، بعد تذكية من الوزير أحمد حشمت باشا، وظل بالدار، إلى أن أحيل للمعاش سنة 1932.
خلال حياته، لم يطبع ديوان حافظ كاملا، وإنما طبعته دار الكتب عام 1937، بعد أن حققه الشاعر أحمد الزين، وأحمد أمين، وخلال حياته، كان حافظ، هو شاعر العرب الثاني، بعد الأمير، أحمد شوقي، واشتهر عنه خفة ظله هو وشوقي، عبر بعض الأبيات التي تناثرت بينهم، والتي تظهر أنهم كانوا على عداء، لكن العكس كان هو الواقع، فكان الاثنان من أقرب الأصدقاء إلى بعضهم.
حافظ إبراهيم والأوضاع السياسية من حوله
حولوا النيل واحجبوا الضوء عنا.. واطمسوا النجم واحرمونا النسيما.. كان حافظ مهتما في شعره بالأمور السياسية، المحيطة بالمجتمع المصري في تلك الفترات، وكان مندفعا، ولا يهاب شيئا في سبيل الدفاع عن الوطن، حيث نادى كثيرا بمقاومة الإنجليز، والجهاد بالنفس والمال، حتى يخرج العدو من أرض الوطن المحتل.
وفي عصره، حدثت العديد من المجازر التي ارتكبها الإنجليز في حق المصريين، منها مذبحة ومأساة دنشواي الشهيرة، التي أعهدم فيها الإنجليز أبناء الشعب المصر بدم بارد، فثار حافظ وقال فيهم: أحسنوا القتل إن ضننتم بعفو.. أقصاصا أردتم أم كيادا؟
أحسنو القتل إن ضننتم بعفو.. أنفوسا أصبتم أم جمادا؟
ليت شعري اتلك محكمة التفتيـ.. ـش عادت أم عهد نيرون عاد؟
وقال: جلدوا ولو منيتهم لتعلقو.. بحبال من شنقوا ولم يتهيبوا
شتقول ولو منحوا الخيار لأهلوا.. بلظى سياط الجالدين ورحبوا
يتحاسدون على الممات وكاسه.. بين الشفاه وطعمه لا يعذب.