السفير الأوكراني في القاهرة: حطمنا أسطورة الجيش الروسي الذي لا يقهر
قال روسلان نيتشاي، القائم بأعمال السفير الأوكراني في القاهرة، إن بلاده تدفع ثمن الطموحات التوسعية للرئيس الروسي، الذي يرغب في استرداد الإمبراطورية السوفيتية- وفقًا لوصفه-، مشيرًا إلى أن أوكرانيا دولة حرة مستقلة منذ ما يزيد عن ألف عام، وأمة ذات هوية قومية، كما تدلل على ذلك الوثائق التاريخية، منذ أن أصبحت كييف عاصمتها في القرن التاسع.
وأوضح روسلان نستشاي، خلال مؤتمر صحفي، عقده صباح اليوم، في مقر السفارة الأوكرانية، أن بوتين ينفذ هجوما عسكريا ضد أوكرانيا، ويحذر دول العالم من عواقب وخيمة حال تدخلها، مشيرًا إلى أن أوهام الروس في غزو سريع، قد تبددت؛ حيث أن موسكو توهمت أنها ستستولى على العاصمة كييف وجميع مدن أوكرانيا في يوم أو اثنين على الأكثر، لكنهم فوجئوا ببسالة ومقاومة وتضامنًا وتكاملًا من المدنيين مع الجيش الأوكراني في الدفاع عن بلدهم.
تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر
وقال إنه منذ الأيام الأولى من الغزو الروسي، وحتى أمس السبت، 26 فبراير، قتل 198 شخصا من بينهم 3 أطفال، وأصيب 1115 شخصا بينهم 33 طفلا في أوكرانيا، وتم تدمير العديد من عناصر البنية التحتية، وأشار السفير إلى أن مصير أوروبا يتحدد الآن، إذا لم يلق بوتين الرد المناسب، وإذا لم يتم وقفه الآن؛ فسيتحرك أبعد من ذلك.
وأكد أن أسطورة الجيش الروسي الذي لا يقهر، تحطمت مع تصاعد سحب الدخان الناتج عن تدمير 706 عربات مدرعة و146 دبابة و27 طائرة و26 مروحية و49 مدفعا وأحد أنظمة الصاروخ بوك، وسفينتين، خلال 3 أيام فقط في أوكرانيا، وهذه هي أكبر الخسائر التي تكبدها الجيش الروسي في تاريخه الحديث، و"المزيد سيأتي في الأيام المقبلة”.
وتساءل السفير الأوكراني: ما الذي سيبرر به الدبلوماسيون الروس، للأمهات اللائي فقدن 4300 فرد من أبنائهن في أوكرانيا؟، العالم المتحضر بأسره سيصبح الهدف التالي للجيش الروسي؛ ما لم يتعلموا درس أوكرانيا، لقد سبق وحذرنا من أنه إذا ما سقطت أوكرانيا؛ فلا شيء سيمنع هتلر من المضي قدما.
وقال إن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أعطى أوامره بتكبيد المعتدي أكبر قدر من الخسائر، تزامنا مع انضمام الآلاف من المواطنين الأوكرانيين إلى وحدات الدفاع الإقليمية التابعة للقوات المسلحة، مؤكدًا: والمزيد قادم مستقبلا.
كما أكد السفير الأوكراني، أنه تم فرض حظر تجول في بعض المدن الأوكرانية، بما في ذلك كييف، واحتج الشعب الروسي بغضب على قرار بوتين، واعتقل بالفعل آلاف المواطنين الروس في أكتر من 50 مدينة روسية لمشاركتهم في تظاهرات سلمية، وقطعت أوكرانيا العلاقات الدبلوماسية مع روسيا.
وأشار إلى أن الجيش الأوكراني انخرط في القتال ضد العدوان، وأوكرانيا تقف بكامل قوتها وقواتها على الأرض، وتواصل الكفاح والدفاع، فعلى مدى 4 أيام تستمر حرب شاملة تشنها روسيا ضد أوكرانيا وسط أوروبا، وعبرت القوات الروسية، الحدود الأوكرانية، عبر أراضي روسيا وبيلاروسيا، والأجزاء المحتلة مؤقتا من دونباس وشبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وتواصل روسيا مهاجمة أوكرانيا من الشرق والجنوب والشمال عن طريق الجو.
ونوه السفير الأوكراني بأن روسيا تطلق صواريخ كروز وأخرى بالستية على المدن، وتهاجم بالطيران والدبابات والمدفعية، وترسل مجموعات تخريب واستطلاع، تحدد مساكن المدنيين لتهيئتها للهجمات الجوية، مشيرًا إلى أن الصواريخ الروسية تهدف الآن إلى تدمير الجسور في كييف وحولها، فضلا عن خزانات المياه، مثل سد كييف على نهر دنيبرو، وعليه تسقط الصواريخ الروسية على رؤوس المدنيين ومبانيهم لمدة 4 ليالٍ، فيما تحاول الدبابات الروسية شق طريقها إلى العاصمة الأوكرانية، واصفًا هذه الحقبة بقوله: هذا أصعب وأسوأ وقت لكييف منذ عام 1941؛ عندما هاجمها النازيون.
وأفاد بأن المعارك تجري ضد الدبابات الروسية، ومجموعات التخريب في شوارع كييف، وتستعد وحدات الدفاع المحلية في مدينة تشيرنيهيف للقتال في الشوارع ضد القوات المعتدية، وسط تعرض خاركيف للقصف، وفقدان الكثير من الناس لمنازلهم، كما تم تدمير بلدة شاستيا، بالقرب من لوهانسك، بالإضافة إلى مبنى سكني من 24 طابقًا في كييف.
وختم السفير الأوكراني، حديثه، قائلًا: نناشد شركاءنا إلى أن يحذوا حذونا، وأن يطردوا سفراء روسيا فورا، حيث أنه من غير المعقول أو المقبول، الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية مع دولة معتدية، هاجمت جارتها علانية بلا مبرر، وعلى المنظمات الدولية أن تنظر في حظر عضوية روسيا؛ بسبب انتهاكها الصارخ للقانون الدولي.