معجزة الإسراء والمعراج.. بدأت في الأرض وانتهت في السماء
معجزة الإسراء والمعراج لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين، كونها معجزة من المعجزات الخالدة في كتب التاريخ، واختصاص فريد حظى به النبي صلى الله عليه وسلم، لا سيما وأن تلك المعجزة كانت ولا تزال درسًا عظيمًا للبشرية على قدرة الله في تقريب الوقت، ومعجزة ربانية خالدة، لا تستطيع السنوات محوها.
ولم يكن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والمعراج به إلى السماء السابعة، حدثًا عابرًا أو رحلة بسيطة، وإنما معجزة تهتز لها البشرية، وحادثة يعجز العقل البشري عن ادراكها، وملحمة وعملية معقدة يعجز العلم عن تفسيرها، لا سيما وأنها تمت في ساعات محدودة.
وتحل علينا ليلة غد الاثنين، 28 فبراير 2022، لتكون ليلة الإسراء والمعراج لعام 2022، لتبدأ منذ غروب شمس يوم الأحد 27 فبراير، وتستمر حتى طلوع فجر يوم الاثنين 28 فبراير 2022.
قصة الإسراء والمعراج البداية والنهاية
ويستعرض معكم القاهرة 24 في السطور التالية بداية ونهاية معجزة الإسراء والمعراج:
- بدأت معجزة الإسراء والمعراج بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء، فبدأت الرحلة بمجيء جبريل عليه السلام إلى الرسول ليخرج به من بيته في مكة المكرمة إلى الكعبة.
- شق جبريل عليه السلم صدر النبي عند الكعبة وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم وملأه إيمانًا وحكمة ثم رده إلى موضعه، ومن ثم ركب النبي ومعه جبريل بعد ذلك البراق، وهى دابة، ووصلا هما الاثنين إلى المسجد الأقصى بعد لحظات.
- دخل النبي المسجد الأقصى مع جبريل فوجد فيه أمرًا عظيمًا تمثل في رؤية جميع الأنبياء والمرسلين وعددهم 124 ألف، و315 على الترتيب.
- عند دخول النبي المسجد الأقصى مع جبريل، أقيمت الصلاة، فقدّم جبريل رسول الله ليكون إمامًا في الصلاة، وعندما فرغ النبي من الصلاة، جيء بالمعراج، وهو سلم، لا يعلم شكله وقدره إلا الله، فعرج به النبي ومعه جبريل إلى السماء.
- في السماء الأولى، رأى رسول الله سيدنا آدم أبا البشر عليه السلام، وكذلك حال أكلة أموال اليتامى ظلمًا، وحال المغتابين والزناة، بالإضافة إلى رؤية حال أكلة الربا.
- مع صعود النبي إلى السماء الثانية مع جبريل عليه السلام، رأى النبي فيها يحيى ابن زكريا وعيسى ابن مريم عليهما السلام.
- ورأى النبي في السماء الثالثة سيدنا يوسف عليه السلام، وقال عنه النبي: “أعطى شطر الحسن”، ثم صعد إلى السماء الرابعة فرأى سيدنا إدريس عليه السلام.
- وصعد النبي إلى السماء الخامسة ثم السادسة، فرأى صلى الله عليه وسلم هارون وموسى عليهما السلام على الترتيب.
- ورأى النبي في السماء السابعة أبا الأنبياء، سيدنا إبراهيم عليه السلام، فأوصاه خليل الله بالسلام على أمته، قائلًا: “أقرأ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأن غرسها سبحان الله والحمد لله ولا إلاه إلا الله، والله أكبر".
- بعد انتهاء النبي من الصعود إلى السموات السبع، بدأت رحلة دخول الجنة، فرأى النبي قصرًا لـ عمر ابن الخطاب، وجاريةً لـ زيد ابن حارثة، ورأى كذلك نهر الكوثر.
- في أعقاب ذلك، رأى النبي نار جهنم يحطم بعضها بعضًا ورأى مالك “خازن النار” ثم ذهب جبريل عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى أطراف السماء السابعة.
- في أطراف السماء السابعة، طلب جبريل من النبي التقدم أكثر، فقال عليه السلام: “يا محمد تقدم، فو الله لو تقدمت خطوة واحدة لاحترقت، فتقدم رسول الله، ووصل إلى موضع لم يصل إليه لا بشر ولا ملك.
- كلّم الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم عند ذلك الموضع الطاهر العظيم، ففرض الله على نبيه وعلى الأمة الصلوات، وصارت خمس بعد التخفيف، غافرًا الله به كبائر المسلم فلا يخلد في النار.
وهكذا بدأت قصة ليلة الإسراء والمعراج بخروج النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء، ورجوعه قبل الفجر، لتمثل منحة ربانية ومكافأة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم، نظير ما لاقاه من مشقة وتعب في سبيل نشر الدعوة المحمدية وإعلاء كلمة الإسلام والتعريف بالله بين آلهة الشرك والمشركين.