في ذكرى وفاته.. كيف تخطى محمد عوض آلام السرطان بالعمل والكوميديا
يحل اليوم الذكرى 25 لوفاة الفنان الكوميدي محمد عوض، الذي رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين من خلال أعماله الفنية والمسرحية الكثيرة، ورغم إصابته بالسرطان وفيروس c، قبل وفاته بـ7 سنوات ورغم آلام المرض، فإن ابتسامته أمام جمهوره لم تفارقه مستكملا رسالته في إسعاد جمهوره والاهتمام بعائلته.
ولد محمد عوض 12 يونيو 1932 في حي العباسية بالقاهرة، وهو الولد الوحيد لأبيه وسط 3 بنات، وكان يحلم أن يكون ضابطا بحريا إلا أن القدر لم يرد ذلك حيث توفت والدته وهو في عمر 18 سنة وعقب مرور عام توفى والده تاركا له مسئولية أخوات البنات وهو في عمر 18 سنة، خلال دراسته بالمرحلة الثانوية.
استكمال مشوار التعليم والتمثيل
عقب وفاته والده ساعده مدير والده في على الحصول على وظيفة أبيه ليتمكن من إعالة أخواته، وتغاضى المدير النظر عن أيام غيابه، حيث لم يمنعه العمل من استكمال مشواره التعليم وحصوله على الليسانس من كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة عين شمس عام 1957، وحبه للتمثيل جعله يكون فرقة تمثيل أثناء دراسته بالكلية، قدم عن طريقها العديد من المسرحيات التي حضرها آلاف الطلاب، وحصل على إثرها على العديد من الميداليات والجوائز، ثم التحق بعد تخرجه بالمعهد العالي للفنون المسرحية لإشباع موهبته وتطويرها ليتخرج منه عام 1962.
التألق المسرحي والتليفزيوني
شغف محمد عوض وإصراره على النجاح ساعده بعد تخرجه على الالتحاق بفرقة الريحاني مقابل 7 جنيهات في الشهر، والتي ساعدته بجانب وظيفة والده على الإنفاق على نفسه وأخواته البنات، ورغم حصوله على أدوار صغيرة إلى أنه بغياب بطل الفرقة عادل خيري تمكن من أداء دور البطولة ليتألق به ويتنقل لفرقة ساعة لقلبك ثم إلى مسرح التليفزيون ليزداد مرتبه إلى 40 جنيه في الشهر، ليبدأ من هنا مشوار التألق والنجومية على المستوى المسرحي والسينمائي مقدما الكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والمسرحيات وبعض المسلسلات الإذاعية والفوازير وأعمال الدبلجة.
أولاده يستكملون مسيرته
تعرف محمد عوض على زميلة الدراسة قوت القلوب عبد الوهاب مازن بالجامعة، وهي ذات أصول تركية من ناحية الأم كما أنها حفيدة رياض باشا رئيس الوزراء، ولكي يجعلها في نفس المستوى أستأجر شقة لها بشارع طلعت حرب، وتقدم لطلبها وتزوجها وأنجب منها ثلاثة أولاد قرروا اتباع طريق والدهم في العمل المسرحي والسينمائي، إذ احترف عادل عوض مجال الإخراج، وعاطف عوض مجال تصميم الاستعراضات، والأخير علاء عوض الممثل في فترتي الثمانيات والتسعينات، لكن الزوجة نهجت طريقا مختلفا عن الزوج حيث خرجت على المعاش وهي وكيل أول وزارة سياحة.
عمل رغم المرض
أصيب محمد عوض بمرض السرطان خلال آخر سبع سنين من حياته خلال الفترة من 1990 إلى 1997 عام وفاته وتحديدا يوم 27 فبراير، واستمرت السنين السبع بين هزيمة وتمكن للمرض، حيث بدأ يظهر المرض آثاره عليه بنحالة جسده، لكنه رغم قسوة الآلام الداخلية، لم يمنعه ذلك من تقديم عدة أعمال خلال هذه الفترة محافظا خلالها على تألقه وابتسامته وإقباله على جمهوره.
قدم عوض قرابة 3 أفلام، هي: "الشقيقتان"، "سفاح مدرسة المراهقات"، "آي آي"، 6 مسلسلات تليفزيونية هم "الطاووس"، "أيام الغياب"، "ناس ولاد ناس"، "صور ملونة"، "البراري والحامول"، " شيء من الحنان"، 5 مسرحيات هم "مراتي تقريبا"، "تصبح على خير يا حبة عيني"، "كنت فين يا علي"، "مساء الخير يا مصر"، "طبق سلطة"، إضافة إلى دبلجة شخصية سلنكي بفيلم الرسوم المتحركة حكاية لعبة.
خير زوج رغم إصابته بالسرطان
لم تمنعه أعماله الفنية وإصابته بالسرطان من الوفاء لزوجته، فقبل وفاته بـ5 سنوات، حزنت زوجته قوت القلوب عليه وبدأت تمرض نفسيا لعلمها أن مرض زوجها نهايته الوفاة، ففي ظل تعبه سافر بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمعالجتها من المرض النفسي الاكتئاب، وظل بشكل يومي يكتب مذكرات يعبر فيها عن مدى حبه لها واهتمام لأمرها، لكن الصحة لم تسعفه وتوفى جراء السرطان، ولم تتحمل زوجته ولحقت بها يوم الأربعين من وفاته.