في ذكرى وفاته.. من هو محمد الخضر حسين أول شيخ للأزهر غير مصري؟
تحل اليوم 28 فبراير، ذكرى وفاة العالم الديني التونسي محمد الخضر حسين، والذي يعد أول شخصية غير مصرية تتولى مشيخة الأزهر وربما الوحيد أيضًا.
ميلاد الشيخ محمد الخضر
ولد الشيخ الخضر حسين في 16 أغسطس عام 1876، في مدينة نفطة التونسية، وعائلته من أصول جزائرية، والده الشيخ مصطفى بن عزوزن، وهذا يدل على نشأته في أسرة علم وأدب متأثرًا بها، كما كان الحال في البلدة التي ولد فيها فهي موطن العلم والعلماء، والتي كانت تلقب بالكوفة الصغرى.
نشأة علمية دينية
وحفظ محمد الخضر القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية واللغوية على يد علماء الدين، ودرس في جامع الزيتونة وتخرج في 1898، وألقى دروسًا دينية في الجوامع، ثم تولى قضاء مدينة بنزرت التونسية ودُورس في جامعها.
شيخًا للأزهر
وبعدها انتقل إلى مصر واستقر فيها، وحصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته القياس في اللغة العربية عام 1950، ثم اختير شيخا للأزهر في 1952، وكان أول شيخ أزهري غير مصري يتولى مشيخة الأزهر، وكان مسئولًا فيها عن الجامع والجامعة ورئاسة علمائه وشئونه الإدارية، ولكنه استقال في 1954 احتجاجًا على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في القضاء المدني.
وكان للشيخ الكثير من الجهود العلمية، ووضع مؤلفات كثيرة من بينها ديوان شعر، وأنشأ مجلة السعادة العظمى، والتي تعد أول مجلة عربية أدبية علمية في شمال إفريقيا، وألف رسالته القيمة، وألف كتاب الخيال في الشعر العربي، وآداب الحرب في الإسلام وغيرهم الكثير.
وكان له مقولات شهيرة، ومنها: ومجرد الحزن عند نزول المصيبة معفوٌّ عنه، وإنما يؤاخذ الانسان على جزع يفضي به إلى إنكار حكمة الله فيما نزل به من البأساء أو الضرّاء، أو إلى فعل ما حرَّمه الشارع، من نحو النياحة، وشق الجيوب، ولطم الخدود.
كما اشترك الشيخ في كثير من لجان المجمع منها: لجنة الآداب والفنون الجميلة، لجنة دراسة معجم فيشر، لجنة اللهجات، لجنة الأعلام الجغرافية، لجنة الأصول، لجنة المعجم الوسيط، لجنة ألفاظ القرآن الكريم.
وفاة الشيخ محمد الخضر
وتوفته المنية في 28 فبراير سنة 1958، بعد إصابته بمرض شديد، وزاد هذا المرض حزنه على الوطن الإسلامي، والوقوع تحت ظلم الاستعمار.
