تقديم رشاوى وتهرب ضريبي.. شركة إريكسون للاتصالات متهمة بدعم تنظيم داعش في العراق
نشرت وسائل إعلام دولية تحقيقا استقصائيا كشف جوانب عدة من الفساد والانتهاكات التي مارستها شركة إريكسون داخل العراق، أظهرت مواصلة الشركة العمل داخل العراق بعد سيطرة تنظيم داعش بما يخالف لوائح وقوانين الشركة، علاوة على دفعها أموال لصالح تنظيم داعش المصنف أنه منظمة إرهابية، علاوة على تجاهل الشركة المخاطر الأمنية واستمرار عملياتها داخل العراق، دون الالتفات لأمن موظفيها، ما تسبب في تعرض بعضهم للاختطاف على يد تنظيم داعش.
التحقيقات المنشورة جاءت ضمن وثائق إريكسون الداخليّة، وهي وثائق في سياق تحقيق إريكسون الداخلي السريّ حول عملها في العراق، حصل عليها الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين ICIJ وشاركها مع أكثر من 110 صحفيين، من 30 مؤسسة صحفيّة في 22 دولة حول العالم.
وتكشف الوثائق أن الشركة الأوروبيّة متورطة في سلوكيّات غير قانونية في العراق كتقديم الرشاوى، والتهرب الضريبي وانتهاكات مدونة أخلاقيات العمل CoBE، إضافة إلى دفعات محتملة لأعضاء من تنظيم داعش.
وقد نشرت وسائل إعلام دولية عدة تحقيقات حول شركة إريكسونن بعد حدوث تسريبان لآلاف الوثائق من داخل الشركة السويسرية، نبرز أهم ما جاء في هذه التحقيقات فيما يلي..
إريكسون تتجاهل أمن العاملين فيها
واصلت شركة إريكسون عملها في العراق، حتى بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل العراقية، يونيو 2014، ومع طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي آنذاك من البرلمان إعلان حالة الطوارئ في البلاد، كانت شركات مقاولات من الباطن لشركة إريكسون السويدية تواصل العمل في الموصل.
وكشف التحقيق أن إريكسون واصلت أعمالها في العراق رغم سيطرة التنظيم على الموصل، وضغطت من أجل مواصلة العمل لإنجاز مشاريعها، وسعت فيما بعد إلى طلب موافقة من داعش لمواصلة العمل هناك، ما يتنافى مع المعايير التي تعلن عنها إريكسون، يتمثل أحدها في الحفاظ على سلامة الفرق العاملة للشركة، وعدم تعريض حياتهم للخطر، وحظر التعامل مع منظمة مصنفة على أنها إرهابية، وفي النهاية تسببت سياسات الشركة في تعرض موظفين للاختطاف.
إريكسون تدفع رشاوى لصالح تنظيم داعش
بخلاف ما سبق طالت الشركة اتهامات بدفع رشاوى لتنظيم داعش الإرهابي، وطلبت الشركة من شريكها في العراق (آسياسيل للاتصالات)، الحصول على تصريح للعمل من داعش، لمواصلة العمل في الموصل، وفقًا لتحقيق داخلي بالشركة.
وفي 11 يونيو 2014، وبعد يوم واحد من استيلاء داعش على الموصل، ووفقًا لتحقيقات إريكسون، كانت الشركة تتعامل مع مزودي الخدمة المعتمدين لديها، وتتابع العمل في الموصل وتكريت.
كشفت الوثائق المسربة، أن إريكسون لم ترغب في إيقاف العمل، وتنصلت من مسؤوليتها عن عامل اختطف على يد تنظيم داعش يسمى عفان، واختارت التعامل مع قضية الخطف على مسارين: الأول علني وهو أن تتنصل إريسكون من هذه القضية، باعتبار أن الموظف المختطف لا يعمل لديها حتى لا تتحمل مسؤولية العمل في الموصل الواقعة تحت سيطرة داعش، والمسار الثاني هو المتابعة الداخلية لهذه القضية، عبر المراسلات بالبريد الإلكتروني بين موظفيها وموظفي شركة أوربيتال.
ورفضت الشركة وقف عملياتها في العراق، يوليو 2014، بالمخالفة لتصريحات الشركة إعلاميا، أنها أوقفت جميع العمليات في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
تعاقدت إريكسون عبر شريكها في العراق آسياسيل مع شركة أمن تسمى الفجر البديع، لتأمين أبراج الاتصالات الخاصة بالشركة داخل الموصل، وكشف مهندس سابق لدى شركة إريكسون أن السبيل الوحيد للحماية من شر مسلحي داعش أن تدفع لهم رشاوى.
إريكسون تدفع رشاوى مقابل صفقات
أظهرت تحقيقات داخلية في شركة أريكسون، أن الشركة لم تكن لتفوز بصفقة مع آسياسيل، منتصف 2013، لو لم تدفع إريكسون رشوة للفوز بالصفقة، دُفعت عبر شركة الأوسط، شملت الصفقة تطوير وتزويد آسياسيل بأحدث أجهزة شبكة النفاذ الراديوي RAN الخاصة بنظام راديو إريكسون.
وأكد التحقيق الداخلي أن إريكسون خرقت قوانينها في مكافحة الفساد، وأنها استغلت نفوذها للحصول على مشاريع عبر تقديم رشاوى عينية وتذاكر سفر ورحلات لمسؤولين عراقيين، شملت إحداها تكفل الشركة برحلة لـ10 أفراد من وزارة الدفاع العراقية، دفعت خلالها مصروف الجيب وتكاليف سفرهم إلى إسبانيا والسويد عبر العاصمة الأردنية عمان، وبلغت مصروفات الرحلة 97.8 ألف دولار، منها 20 ألف مصروف جيب.
تضارب مصالح
يشير تحقيق إريكسون الداخلي، الذي فُتح بعد عقوبات وزارة العدل الأمريكية، إلى أن موظفي إريكسون في العراق، انتهكوا المعايير الخاصة بتضارب المصالح فيما يخص الشركات التي كانت إريكسون تتعاقد معها، والتغاضي عن مدى كفاءة هذه الشركات.
وتعاقدت إريكسون مع شركة "توبا" المملوكة لشقيق زوجة نوار جاسم (مالك شركة الأوسط)، وتعاقدت مع شركة "توباك"، المملوكة لشقيق زوجة نوار نصيف، ويملك حصصا فيها عون ضمرة شقيق، مي ضمرة، الموظفة في شركة إريكسون.