ميشيل دي مونتين.. تمرد على أفكار عصره وتطابقت آراؤه مع النظريات الحديثة
ميشيل دي مونتين، المولود في 28 فبراير من العام 1533، كان أحد أعمدة حركة النهضة الفرنسية، كما كان أحد أكثر الدعاة للإنسانية في القرن السادس عشر.
ولد مونتين لعائلة برجوازية، من طبقات النبلاء، اكتسب والده ألقابه بعد أن قاتل في إيطاليا ضمن جيش الملك فرانسيس، وبعد عودته كان يحمل معه العديد من الطباع التي أراد تحقيقها في فرنسا، فقام بتزيين قلعته، وقرر أن ابنه لن يتعلم اللاتينية في المدراس، وأتى له بـ مدرس خاص، للتحدث معه باللغة اللاتينية، حتى نشأ مونتين وهو يستطيع القراءة والتحدث والكتابة باللاتينية، فقرأ لـ فيرجل، وأوفيد، وهوراس.
التحق مونتين بعد ذلك إلى كولج دي جيان، والتي وصفها بعد ذلك بكلية الدراسات الإنسانية الأفضل في فرنسا، كان والده يساعده دوما في العديد من الأمور.
تقاعد مونتين من عمله كمحام وعمره 37 عام، وفي 1571، رشح ليكون نبيلا في الغرفة العادية للملك تشارلز التاسع، وبعدها بوقت قصير، صار عضوا في غرفة هنري دي نافار، كما حصل على وسام سان ميشيل، وهو من الأوسمة الاستثنائية.
مونتين الفيلسوف سابق عصره
كتب مونتين العديد من الدراسات والمقالات النقدية، والتي بسببها اعتبره الكثيرون أقرب للفيلسوف، وذللك بسبب بعض الأفكار التي وردت في أعماله، مثل رأيه في التفوق الإنساني، في مقابل الحيوان، أو تفوق الحضارة الأوروبية على البربرية، أو المنطق كمعيار عالمي مزعوم.
رفض مونتين النظرية التأملية للفلسفة التي سادت في عهد السكولاستيين، وقال بأن العلم لا وجود له، ل مجرد إيمان عام بالعلم، وقال عن أوضاع التعليم بأنها بإنه ا تبدد الوقت في تبرير معتقدات ورثناها، على أنها عقلانية، بدلا من التشكيك في أسسها، والعلم لا يجب أن يتكون فقط من مناقشات مبهمة حول قراءة أرسطو أو جالينوس، وتلك الأفكار تدلل على أن مونتين كان سابقا لعصره، حيث يتفق في أقواله مع مبادئ التعليم الحديث.