الإرهاب والكباب أحدها.. أعمال قدمها وحيد حامد وهاجمها سياسيون
علق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على فيلم الإرهاب والكباب- الذي أدى بطولته الفنان عادل إمام- وقال عنه إن الفيلم جعل البلد خصمًا للمواطن، في حين أن السلبية هي الخصم الحقيقي له؛ بسبب البيروقراطية التي تحلى بها الموظفون داخل الفيلم.
الرئيس أوضح خلال كلمته على هامش إطلاق مشروع تنمية الأسرة المصرية، أن الفيلم صَوَّر معاناة المواطن المصري، واضعا الدولة خصمًا له؛ ما نتج عنه شحن للمواطنين، وكانت النتيجة ثورة 25 يناير، لكن مصر لم تسقط مثل باقي الدول.
الإرهاب والكباب تأليف وحيد حامد، وقد أثارت عدد من أعمال وحيد حامد الجدل، فبعضها أغضب أعضاء مجلس النواب، وبعض أغضب الجماعات المتطرفة، ووصلت في بعض الأوقات أن بعض الوزراء والمسؤولين حاولوا حجب أعماله.
ونستعرض فيما يلي أبرز أعمال وحيد حامد التي أثارت جدل بين السياسيين..
فيلم الغول
في العام 1983، أثيرت ضجة كبرى بسبب فيلم الغول، الذي أخرجه سمير سيف، ولعب بطولته عادل إمام، وتم منع عرضه داخل مصر وخارجها؛ بدعوى اتهامه للدولة بالتواطؤ مع رجل الأعمال، وأن نهايته بها إسقاط على حادث اغتيال الرئيس السادات، كما لم يوافق وزير الثقافة على إعادة عرضه؛ إلا بعد توقيع أكثر من 500 كاتب وفنان على وثيقة تفند آراء الرقباء.
تدور أحداث الفيلم حول: عادل- الصحفي الذي يتصدى لمحاولات: فهمي الكاشف، الذي يجسد دوره فريد شوقي؛ لإنقاذ ابنه: نشأت الذي أدى دوره حاتم ذو الفقار، من العقاب، في جريمة قتل الـ بار مان عبد السلام محمد؛ لمحاولته منع نشأت من إقامة علاقة مع إحدى الراقصات بالغصب، ويشهد على تلك الجريمة، الصحفي عادل- عادل إمام، ويقنع زوجة المتوفي بعدم قبول عرض فهمي الكاشف السخي؛ لعدم رفع قضية ضد ابن الأخير، ويحاول الكاشف بكل ما أوتي من قوة ونفوذ، إنقاذ ابنه، وفي سبيل ذلك، استعان بالممثلة مشيرة درويش، التي تجسد دورها الفنانة نيللي؛ في محاولة لإثناء عادل عن قضيته.
فيلم البريء
الشاب الفقير أحمد سبع الليل، الذي جسد دوره أحمد زكي، الذي لم يتمكن من تلقي تعليمه بسبب ظروف معيشته القاسية، يتعاطف معه حسين وهدان، الشاب الجامعي المثقف، ويعلمه المبادئ الوطنية، ويشجعه على الالتحاق بالقوات المسلحة، ثم يُحوَّل إلى حراسة المعتقلات، وهناك يتم غسل مخه، وإيهامه أن كل من في المعتقل هم أعداء الوطن الذين يحاربون تقدم البلد، ويتم تعليمه الطاعة العمياء.
ويتم القبض على حسين وهدان، مع مجموعة من الطلاب اليساريين، ويحوّلوا إلى نفس المعتقل الذي يخدم به سبع الليل، فيلتقي الصديقان في لحظة فارقة، تنكشف فيها الحقيقة للمجند المُغيّب؛ فيرفض تعذيب صديقه، ليتم حبس الاثنين معا، ويكشف حسين وهدان الحقيقة كاملة لـ سبع الليل، الذي يثور بعدها؛ ندما على ما فعل بالأبرياء، وبعدها يتم قتل حسين بالأفاعي السامة؛ فيقرر سبع الليل الانتقام.
الفيلم أُنتج سنة 1986، وأخرجه عاطف الطيب، ولعب دور البطولة الفنانان أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، ودخل وحيد في صدام مع 3 وزارات، أعلنت رفضها للفيلم.
بداية الرفض، جاءت، بعد أن تقدّم أحد الأشخاص بشكوى إلى وزارة الدفاع، يتهم فيها صناع الفيلم، بتصويره داخل معتقل حقيقي؛ وهو ما يعد إفشاءً لسر عسكري.
وعقب ذلك؛ طالبت وزارة الداخلية أيضًا، بمنع العمل؛ بحجة أن أبطاله يرتدون نفس الملابس التي يرتديها جنود وضباط الأمن المركزي.
وظل الفيلم ممنوعًا لما يقرب من 20 عامًا، إلى أن عرضته وزارة الثقافة، في عهد فاروق حسني، أبريل 2005- دون حذف لأي مشاهد- للمرة الأولى على شاشة السينما، في افتتاح مهرجان السينما القومي؛ تكريمًا للفنان الراحل أحمد زكي.
فيلم طيور الظلام
يتحدث الفيلم عن 3 محامين أصدقاء، جمعت بينهم الزمالة، وفرقت بينهم المصالح والأهواء، أولهم: فتحي نوفل- جسد دوره عادل إمام- والذي يتحول من محامي ملتزم، إلى انتهازي، يصعد اجتماعيًا؛ حتى يصبح مدير مكتب الوزير رشدي، أما زميله: علي الزناتي؛ فينضم إلى الجماعات المتطرفة دينيًا، ليحقق مكاسب مالية، بالدفاع عمن يقع تحت طائلة القانون منهم، أما الثالث: محسن؛ فيكتفي بالعمل كموظف بسيط في إحدى الشركات، ويظل بعيدًا عن الصراع الدائر بين الحكومة والجماعات المتطرفة.
وفى مواجهة الجماعات الدينية المتطرفة؛ كان وحيد حامد على موعد مع العديد من الأزمات، بداية من فيلمه: طيور الظلام، ووقف أمام القضاء عام 1995؛ بعد رفع أحد محاميي الإخوان، قضية ضد العمل.
الفيلم من بطولة عادل إمام، يسرا، جميل راتب، أحمد راتب، رياض الخولي، عزت أبوعوف، وإخراج شريف عرفة، قصة وسيناريو وحوار وإنتاج وحيد حامد.
فيلم الجماعة
ومن الأفلام، انتقلت المعارك إلى شاشة التليفزيون، ووصلت إلى ذروتها؛ مع عرض مسلسل الجماعة، بجزأيه؛ بعدما خرج سامي شرف، مدير مكتب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ونفى ما جاء في المسلسل، وأن عبد الناصر كان إخوانيًا، وهو شاب صغير؛ وهو ما رفضه وحيد حامد، مؤكدًا أن لديه أدلة كافية على ذلك.
ولم ينته الجدل حول هذه الواقعة، حيث خرج شباب حزب الوفد، معبرين عن غضبهم من المسلسل؛ بعد تقديم مشهد للزعيم الراحل مصطفى النحاس، وهو يُقبِّل يد الملك فاروق؛ وهو ما رفضه قادة الحزب، مؤكدين عدم صحته، وعدم وجود أي أدلة على ذلك.
ويتناول المسلسل، سيرة جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي، وحتى مقتل مؤسسها حسن البنا عام 1949.
وقال وحيد حامد، مؤلف المسلسل، في أحد البرامج التليفزيونية: إنه بدأ التفكير في كتابة العمل؛ بعد الأحداث التي وقعت في جامعة الأزهر عام 2006، عندما قدمت مجموعة من الطلبة المنتمين للإخوان، عرضًا للتمارين القتالية، ارتدوا خلاله زِيًّا موحدًا؛ فاشتهرت الحادثة بأنها عرض عسكري لميليشيات الإخوان، وتم إلقاء القبض على أكثر من 100 طالب من بينهم.