الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.. ودول عربية أول المتأثرين
أعلنت أمريكا والدول الأوربية مع اندلاع الحرب توقيع عقوبات شديدة لإضعاف وإحباط الاقتصاد الروسي، فاستبعدوا بنوك روسيا الرئيسية من الاستفادة من نظام (سويفت) المالي العالمي للتعاملات بين البنوك، وبالتالي سيمتد أثره على اقتصاد الدولة.
وكانت روسيا أعلنت إنشاء نظام بنكي بديل لسد هذه الأزمة، وبالإضافة لذلك سجلت العملة الروسية انخفاض قياسي في سعرها أمام الدولار الأمريكي، لتكون أكبر خسائر سجلتها منذ عام 2016.
وارتفع سعر الروبل مقابل الدولار في الخميس الماضي، الذي يعد يوم اندلاع الحرب، فسجل الدولار الواحد 89 روبل، واستمر في الارتفاع المتلاحق حتى وصل اليوم الثلاثاء 1-3-2022 إلى97 دولار.
العقوبات التي أعلنتها أمريكا ضد روسيا
1- قطع الاتصال بالنظام المالي الأمريكي لأكبر مؤسسة مالية في روسيا سبيربنك Sberbank، الذي يعد أكبر بنك روسي و25 شركة تابعة لها.
ويمتلك سبيربنك ما يقرب من ثلث إجمالي أصول القطاع المصرفي الروسي، وهو مرتبط بشكل كبير بالنظام المالي العالمي، المهم منهجيا للنظام المالي الروسي.
2- فرض عقوبات حظر كاملة على 3 مؤسسات مالية روسية بنك أوتكريتي Otkritie، وسوفكومبنك Sovcombank OJSC، ونوفيكومبنك Novikombank و34 شركة تابعة لها.
3- فرض قيود على استيراد روسيا للسلع التكنولوجيا الضرورية لاقتصاد متنوع وتحجيم قدرة بوتين على استعراض قوته، ورفض تصدير التكنولوجيا الحساسة إلى روسيا، وغيرها من العقوبات التي تعد وسيلة ضغط لإيقاف الحرب ضد أوكرانيا.
عقوبات الاتحاد الأوربي على روسيا
أعلنت دول الاتحاد الأوربي عقوبات وخيمة علي الاقتصاد الروسي تصل إلى 70 % من السوق المصرفية الروسية والشركات الرئيسية المملوكة للدولة.
ولن تقف تداعيات الصراع بين روسيا وأوكرانيا ودول حلف الناتو فقط، بل على العالم كله، ليمتد تأثيره على حياة العرب، وذلك من خلال استغلال أهم سلعة وهي رغيف الخبز.
مصر وأزمة القمح
تعد مصر في مقدمة الدول التي ستتأثر بهذه الازمة، لأن روسيا تعد المصدر الأول للقمح في مصر، وتليها أوكرانيا، وتصل نسبة واردات القمحين الروسي والأوكراني في مصر، إلى 70% من احتياجات البلاد، بما يصل إلى 13 مليون طن سنويا.
وتعد مصر الأولى عالميا في استيراد الذرة من أوكرانيا خلال الموسم الزراعي 2020-2021، ولكن عملت على تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح لمدة 4 أشهر، بالإضافة إلى أن موسم الحصاد المحلي سيبدأ في أبريل القادم.
لبنان تبحث سد الأزمة
وأعلنت لبنان أن تحقيقها للاكتفاء الذاتي من القمح يستغرق شهر واحد لا أكثر من ذلك، وتعمل لبنان حاليا على إجراء محادثات مع دول مختلفة لسد هذه الأزمة، ومنها الولايات المتحدة، الهند وفرنسا وغيرها من الدول الأوربية.
ليبيا تستورد نصف احتياجها من القمح من روسيا
وتستورد ليبيا تقريبا 650 ألف طن تقريبا من القمح الروسي والأوكراني، وهذا يعادل تقريبا نصف ما تحتاجه البلاد من القمح، وشهدت الأسواق الليبية ارتفاع في أسعار القمح والدقيق، والمتوقع أن تستمر هذه الحالة من الارتفاع مع استمرار الصراع الروسي الاوكراني، ورأى بعض الخبراء أن ليبيا يجب أن تتحرك من الآن لسد العجز، والمحاولة للوصول إلى استقرار في الأسعار والحد من ارتفاعها أكثر من ذلك.
تأثر أسعار النفط بالصراع الروسي الأوكراني
وارتفعت أسعار النفط متجاوزة 100 دولار للبرميل، عقب اعلان روسيا الحرب ضد أوكرانيا في الخميس الماضي، و يعد ذلك أعلى مستوى وصلت له أسعار النفط منذ أكثر من 7 سنوات، ومن المتوقع أن تستمر عملية الارتفاع في الأيام المقبلة، تزامنا مع استمرار الحرب.
