الحرب الروسية الأوكرانية.. كيف تؤثر الأزمة في أوكرانيا على اقتصاد منطقة اليورو؟
بعد مرور أيام قليلة من غزو روسيا لأوكرانيا، أصبحت الآفاق الاقتصادية العالمية مظلمة حيث هزت العقوبات المالية القوية بشكل غير متوقع الاقتصاد الروسي وهددت بزيادة التضخم في جميع أنحاء العالم.
شهدت البنوك الحكومية الأوروبية اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا ملحوظا -وفقا لما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية- في ظل توقعات من المستثمرين بتأثر التداولات بـ الغزو الروسي لأوكرانيا وأن البنوك المركزية ستتأثر بذلك إلى جانب رفع أسعار الفائدة بشكل أبطأ مما كان متوقعا في الأوقات السابقة.
وجاءت أكبر التحركات في منطقة اليورو، حيث انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى ما دون الصفر للمرة الأولى خلال شهر.
كيف ستؤثر الأزمة في أوكرانيا في اقتصاد منطقة اليورو؟
تظهر المشتقات المالية المرتبطة بأسعار الفائدة، أن المستثمرين يتوقعون الآن أن يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 0.2 نقطة مئوية من المستوى القياسي الحالي المنخفض التي تصل قيمته إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية العام.
واكتسحت استثمارات الخزانة الأمريكية أيضًا موجة الصعود، حيث انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 0.11 % إلى 1.73%، وهو أدنى مستوى منذ أواخر يناير.
قال أنطوان بوفيت محلل أسعار الفائدة في آي إن جي: هناك إعادة تسعير متشائمة كبيرة جارية، وأضاف أن الأسوق اتخذت وجهة نظر تؤكد على أن الآثار المترتبة على الغزو الروسي ستؤدي إلى تحرك البنك المركزي الأوروبي والبنوك المركزية الأخرى بشكل أبطأ.
وكانت قد ارتفعت أسعار النفط والغاز الطبيعي والسلع الأساسية الأخرى منذ بدء الغزو الروسي الأسبوع الماضي، مما زاد من التوترات التي تواجهها البنوك المركزية حيث أنها تحاول السيطرة على أعلى معدل العديد من الاقتصادات العالمية.
بنك الاحتياطي الفيدرالي في صراع مع الآثار التضخمية للحرب
قال ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في الدخل الثابت العالمي في شركة بلاك روك: هذا أيضًا له تأثير كبير على النمو العالمي وفي الولايات المتحدة.
وأعرب ريدر أنه من الواضح أن التضخم سيبقى عاليًا لفترة طويلة لكن الكثير من هذه التضخمات لن تخضع لسيطرة الاحتياطي الفيدرالي.
وأضاف ريدر أن تحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل أبطأ جعلت العوائد على ديون الحكومة الأمريكية كبيرة.
وقال لوك إليس، المدير التنفيذي لمجموعة مان جروب، أن الوضع في أوكرانيا يدفع إلى الوراء توقعات البنك المركزي برفع سعر الفائدة.
وأوضح مسؤولو البنك المركزي الأوروبي إن الأزمة في أوكرانيا من المرجح أن تدفع التضخم في منطقة اليورو من مستوياته القياسية عن طريق تفاقم الضغوط في أسواق الطاقة ومن المكن أن ينخفض النمو عن طريق تعطيل التجارة وضرب ثقة الشركات.
فيما قال فابيو بانيتا، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، في خطاب ألقاه يوم الاثنين الماضي: سيكون غير منطقي الالتزام بخطوات سياسية مستقبلية حتى تصبح تداعيات الأزمة الحالية أكثر وضوحًا
وأضاف بانيتا: يجب أن نلتزم الهدوء واتخاذ خطوات معتدلة وحذرة إلى أن تتضح تداعيات الأزمة الحالية.
ونوه رئيسا البنكين المركزيين اليوناني والبرتغالي يوم الاثنين الماضي إن الحرب في أوكرانيا زادت من فرص تعرض اقتصاد منطقة اليورو لفترة من الركود التضخمي الشديد.
من جهته قال يانيس ستورناراس، رئيس البنك المركزي اليوناني: سنراجع الأدلة بعناية، لأننا لا نريد تكرار أخطاء الماضي المتمثلة في التشديد في وقت مبكر جدًا، لا سيما في مواجهة صدمة العرض المهمة مثل تلك التي سببتها الأزمة الأوكرانية.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، حيث سينشر توقعات اقتصادية جديدة من المتوقع أن تشير إلى استقرار التضخم بالقرب من هدفه البالغ 2% خلال العامين المقبلين وهو شرط رئيسي لبدء رفع أسعار الفائدة
