انتهت كورونا.. وبدأت الحرب
انغمسَ العالمُ خلال الستِ أيامٍ الماضية في متابعة الحرب الروسية على أوكرانيا، مترقبين عن كثب ما ستؤول إليه الأوضاع بعد ان كشرت روسيا عن أنيابها وحذرت الجميع من التدخل في هذه الحرب وإلا ستواجه ردا سريعا لم يشهد له التاريخ.
ووسط هذا الصراع الدموي، نسى العالم أن هناك فيروسًا قاتلا يُدعى كورونا، بعد أن ظل منشغلا به قَرابة عامين، ولم يعد هناك اهتمام عالمي بهذه الجائحة وقل الزخم حولها لعدة اعتبارات، وتحولت دفة الاهتمام العالمي نحو الحرب الروسية الأوكرانية.
وبعد أن ظل العالم يتابع تطورات تلك الجائحة على مدار عامين بخوف وترقب شديدين ؛ حذرا من الموت أو حتى الإصابة، وبعد أن ظلت وسائل الإعلام العربية والدولية تعج بالأخبار المتعلقة بالفيروس وتطوراته ومتحورته والإجراءات الاحترازية وشروط السفر والطيران والإغلاقات، فجأة هدأ الحديث عن الجائحة المميتة وبدأت أخبار الحرب الروسية وتطوراتها تأخذ مكان فيروس كورونا، وقد يكون هذا التحول نقطة البداية لانتهاء الجائحة أو على الأرجح التكيف معها فتصيح أمرا عاديا مثل الإنفلونزا أو دور برد عادى.
كنا نتمنى أن تكون نهاية تلك الجائحة سعيدة، ولكن انتهت الجائحة -في تقديري- بأزمة دموية لا تختلف كثيرًا عن تَبِعات كورونا وهي الحرب الروسية الأوكرانية، لكن المؤكد أن مصالح الدول الغربية أهم بكثير من أرواح الناس والشعوب خاصة الشعوب العربية، بدليل أنه حينما تعدت روسيا على دولة أوروبية، تناسى الغرب على الفور الجائحة التي تهدد مليارات البشر، واقتصر اهتمامه على أزماته الداخلية والغزو الروسي على أوكرانيا فقط.