السبت 28 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مئوية عيد الاستقلال

الثلاثاء 01/مارس/2022 - 11:55 م

اليوم يمر مائة عام على تصريح 28 فبراير 1922. وسوف نورد نص البيان كما أعلنته حكومة بريطانيا 
((إعلان إلى مصر من حكومة جلالة ملك بريطانيا (28 فبراير 1922): بما أن حكومة جلالة الملك، طبقا لنواياها التي أعلنت عنها، ترغب على الفور في أن تعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وبما أن العلاقات بين حكومة جلالة الملك ومصر، لها أهمية حيوية للإمبراطورية البريطانية، تعلن بموجب ذلك المبادئ الآتية:
1- انتهاء الحماية البريطانية على مصر، وإعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة.
2- حالما تصدر حكومة عظمة السلطان قانون ضمانات نافذ على كل سكان مصر، سوف يتم سحب الأحكام العرفية التي أعلنت فى 2 نوفمبر 1914.
3- إلى أن يحين الوقت الذي يتسنى فيه إبرام اتفاقات بين حكومة جلالة الملك وبين الحكومة المصرية فيما يتعلق بالأمور الآتي بيانها، وذلك بمناقشات حرة وترتيبات ودية من الجانبين، للتوصل إلى اتفاقات بين حكومة جلالته والحكومة المصرية، فإن حكومة جلالة الملك تتحفظ بشكل مطلق على
أ- أمن مواصلات الإمبراطورية البريطانية فى مصر.
ب - الدفاع عن مصر ضد كل اعتداء أو تدخل خارجي، مباشرا كان أو غير مباشر.
ج - حماية المصالح الأجنبية فى مصر، وحماية الأقليات.
د- السودان، وحتى يتم التوصل إلى هذه الاتفاقيات، تبقى الحالة فيما يتعلق بتلك الأمور على ما هي عليه)) هذا هو نص البيان المقتضب الشهير الذي نطلق علية تصريح 28 فبراير، ذلك التصريح ينص على إنهاء الحماية البريطانية عن مصر، وبذلك أصبحت مصر دولة مستقلة ذات سيادة. وتحولت من السلطنة المصرية إلى المملكة المصرية.
وبذلك أصبحت مصر لأول مرة في التاريخ الحديث دولة مستقلة، وتم تشكيل لجنة لصياغة الدستور والتي أخرجت لنا دستور 1923 فى عهد وزارة عبد الخالق ثروت.
ويجب ألا ننسى دور الحركة الوطنية وتضافر جهود الشعب المصري وتماسكه وكفاحه الطويل، للمطالبة بالاستقلال من الاحتلال البريطاني وخلع عباءة التبعية عن السلطنة العثمانية، والتي انهزمت فى الحرب العالمية وتم إنهاء الخلافة العثمانية، وهنا كانت بداية لجولات طويلة من الكفاح للحصول على الاستقلال وإنهاء الاحتلال البريطاني. وذلك عبر السفر إلى مؤتمر الصلح في باريس 1919، عندما ذهب سعد ورفاقه للمندوب السامي البريطاني في مصر للسماح لهم بالسفر لعرض قضية مصر في المؤتمر، وهنا رفض المندوب السامي بدعوى أنهم ليس لهم الحق في التحدث باسم الشعب المصري، فظهرت فكرة جمع التوكيلات في كل ربوع مصر مما جعل المندوب يقوم بالقبض على سعد ورفاقه أعضاء الوفد ونفيهم إلى جزيرة مالطة، وكان نتيجة ذلك اندلاع ثورة 1919.

كانت ثورة 1919 علامة مهمة فى النضال الوطني واتسمت بكونها ثورة شعبية تعبر عن جموع المصريين. وعلمت إنجلترا أنها أمام ثورة شعبية شاملة لذا سارعت بتعديل ما فعلته، وقد تمثلت التعديلات في الإفراج عن سعد ورفاقه والسماح لهم بالسفر للمؤتمر في باريس برغم اعتراف دول المؤتمر بالحماية على مصر وإرسالهم لجنة ملنر للتفاوض مع الشعب، ولكن ظل سعد يكافح ويواصل ضغوطه لرفض لجنة ملنر ومقاطعتها من جميع أفراد الشعب، حتى يئس ملنر وإدراكه أنه لا مناص أمامه سوى التفاوض، وبدأت مفاوضات سعد ولجنة الوفد مع ملنر، وكان سعد يسعى إلى إلغاء الحماية البريطانية عن مصر وإعلان استقلالها ولكن بريطانيا تريد إعطاء مصر استقلالا شكليا منقوصا بتدخلاتها من خلال حماية الأجانب والأقليات، وحرمان مصر من إقامة علاقات مع أي دولة أخرى، وأمام رفض سعد اعتقل للمرة الثانية ونفى إلى جزيرة سيشل. واستغلت بريطانيا اقصاء سعد وإعلان تصريح 28 فبراير 1922 والذي هاجمه سعد ووصفه بأنه أكبر نكبة على البلاد، ووصف اللجنة المشكلة للدستور بلجنة الأشقياء.

وإنه بتفنيد التصريح سنجد أن الاستقلال الممنوح لمصر استقلال اسمي فهذا التصريح يعطي لبريطانيا الحق في فرض الحكام العرفية ويحرم مصر من تكوين جيش مصري ناهيك عن تدخلاتها فى الشئون المصرية كافة بكل الذرائع.
ولكن أهم ما في تلك الفترة الثرية هو قيام التجربة الثانية من تاريخ الأحزاب السياسية والتي نعتبرها درة التجارب السياسية أو ما يطلق عليه العهد الليبرالي.

يعتبر الوفد أكبر أحزاب هذه المرحلة وأكثرها ارتباطا بثورة 1919 حتى أصبح ممثلا للأمة بقيادة سعد باشا زغلول. أخذ الوفد طابع الحزب بالمعني التنظيمي بعد الانتخابات البرلمانية 1924. وكان قبل ذلك مجرد تجمع وطني للتصريح للمفاوضين للتفاوض مع الإنجليز عندما جمعوا توكيلات تعطيهم الحق فى التفاوض.

وكان للوفد شعبية كاسحة تستطيع الفوز بأي انتخابات لكن كره الملك فؤاد ومن بعده فاروق للوفد جعلهما يزيحانه أحيانا عن الحكم.

وللأسف بدأت الانشقاقات مبكرا بحزب الوفد. وكانت أهم النتائج التي أسفرت عنها هذه الانشقاقات هو ظهور العديد من الأحزاب التي حرصت بدورها رغم انشقاقها عن الوفد علي تأكيد صلتها بثورة 1919 وانتسابها لها.

فكان حزب الأحرار الدستوريين عام 1922 برئاسة عدلي يكن. وتشكلت الهيئة السعدية في أواخر عام 1937 اعتراضا على توقيع الوفد معاهدة 1936 وتكونت بزعامة أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي الذي حرص الأخير على إظهار ارتباطه الوثيق بزعيم تلك الثورة سعد زغلول، ومن هنا كانت تسميته بالهيئة السعدية وتسمية أعضائه بالسعديين.

كما ظهر في نفس السياق حزب الكتلة الوفدية نتيجة انشقاق السكرتير العام لحزب الوفد والرجل الثاني فيه مكرم عبيد.
وهناك أحزاب أخرى لم تنسب إلى الثورة مثل الحزب الوطني، وأحزاب أخرى نشأت في ارتباط مع الملك والقصر مثل حزبي الاتحاد والشعب، وظهور جماعات وتنظيمات ذات طابع ايديولوجي مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركة مصر الفتاة والتنظيمات الشيوعية.
ونصل بكل هذا التحول التي شهدته مصر إلى ثورة 1919 التي جمعت الشعب المصري قاطبة، وكان لها الفضل في إلغاء الحماية البريطانية على مصر، وإصدار تصريح 28 فبراير 1922، وصدور دستور 1923. وكلها ظروف ساعدت على التطور السياسي والاجتماعي. وتعتبر تلك الفترة ثرية بما فيه من نضوج وثراء فكرى وسياسي، وكان يطلق عليها العهد الليبرالي وقد انتهت تلك التجربة بقيام بحركة الضباط الأحرار.
ولنا أن نشعر بالفخر لكفاح الشعب المصري لنيل حريته واستقلاله ومرور مائة عام اليوم على ذلك التاريخ برغم كل التحفظات التي أخذت على التصريح إلا أن مصر أصبحت دولة مستقلة لها سيادة.
ويسعى حزب العدل إلى إقامة احتفالية كبرى اليوم في مقره الرئيسي احتفالا واحتفاء بذكرى مائة عام على ذكرى الاستقلال.
تحيا مصر وعاشت مصر حرة مستقلة ناهضة قوية

تابع مواقعنا