مباحثات مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار في مجال خفض الانبعاثات والانتقال الطاقي
استقبل المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، مارك بومان نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لشئون السياسات والشراكات، والوفد المرافق له، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات خفض الانبعاثات والطاقة النظيفة، وكذلك مستويات الأسعار العالمية للبترول والغاز الطبيعي التي تشهد ارتفاعا كبيرا متأثرة بالأزمات السياسية الحالية، بالإضافة إلى استعراض الاستعدادات الجارية لاستضافة مصر لـ القمة العالمية للمناخ COP27.
خفض الانبعاثات الكربونية
وخلال اللقاء أكد الملا أن مصر ملتزمة بالاتفاقيات الدولية، التي تهدف للحفاظ على البيئة وخفض الانبعاثات وفي مقدمتها، اتفاقية باريس للمناخ، وأنها تبنت استراتيجية طموحة تدعم الانتقال إلى الاستخدام الأنظف للطاقة، وخفض الانبعاثات الكربونية، كجزء من رؤيتها للتنمية المستدامة مصر 2030، وتعمل حاليا على وضع خطة طموحة بالشراكة بين كافة الوزارات المعنية لاستخدام الهيدروجين، باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون، وتشمل التركيز على إنتاج الهيدروجين الأزرق على المدى القصير والمتوسط، وأيضا إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأشار الملا إلى أن الغاز الطبيعي تأتي أهميته كوقود انتقالي، باعتباره أقل وقود أحفوري في الانبعاثات، وتبنته معظم الدول في المرحلة الانتقالية نحو الطاقة النظيفة.
وأوضح الملا أن التكنولوجيات الحديثة والتقنيات المتطورة فتحت مجالًا كبيرا، ليس فقط لخفض الانبعاثات الكربونية ولكن أيضا للاستفادة منها، والتقاطها وتخزينها واستغلالها في أنشطة ذات قيمة مضافة أخرى، وهو ما لم يكن ممكنا منذ سنوات قليلة ماضية، مشيرا إلى أن قطاع البترول يعمل حاليا على عدد من المشروعات والتي من شأنها خفض هذه الانبعاثات، ويأتي في مقدمتها مشروع إنتاج الألواح الخشبية من قش الأرز، وهو ما يعد أحد الحلول الفاعلة التي تطبقها وزارة البترول؛ لدعم جهود الدولة في تحويل قش الأرز، من أحد التحديات البيئية نتيجة حرقه إلى فرصة للاستغلال الاقتصادي، وتحقيق قيمة مضافة من خلال تصنيعه بطرق متطورة؛ لتوفير منتجات ذات عائد اقتصادي متميز ويتزايد عليها الطلب محليا.
وذلك بالإضافة إلى المشروع التجريبي الجاري تنفيذه حاليا بالشراكة مع شركة إيني الإيطالية، بحقول مليحة التابعة لشركة عجيبة بالصحراء الغربية، لالتقاط وتخزين الكربون بتكنولوجيات جديدة، فضلًا عن مشروعات الاستفادة من غازات الشعلة بدلا من حرقها في العديد من حقول البترول، مما يسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 800 ألف طن، بالإضافة إلى عدد من المشروعات التجريبية في هذا المجال، مع شركات البترول العالمية العاملة في مصر، في ظل الإعداد لمبادرات خلال القمة العالمية للمناخ، لافتا أيضا إلى مشاركة مصر في إطلاق المبادرة العالمية التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية، في قمة جلاسكو لمساعدة الدول في مجال الحد من الانبعاثات.
وتم الاتفاق خلال اللقاء على تشكيل فريق عمل مشترك بين الجانبين؛ لتحديد مشروعات للطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، والإعداد لمبادرة في ضوء الدراسات الخاصة بالمسار منخفض الكربون، يتم إطلاقها خلال قمة المناخ COP27 التي تستضيفها مصر هذا العام.
ومن جانبه أكد بومان على تقدير البنك الأوروبي لعلاقة الشراكة مع مصر في العديد من المجالات، وتطلعه إلى التوسع في مجالات التعاون مع مصر بشكل عام، وقطاع البترول بشكل خاص، مشيرا إلى استعداد البنك الكامل لدعم جهود مصر للحفاظ على البيئة، والمشاركة بقوة في القمة العالمية للمناخ المقبلة.
وثمن بومان دور مصر الهام والرائد في المنطقة والعالم، وتحولها بالتعاون مع الدول المجاورة لمركز إقليمي هام وحيوي لتجارة وتداول الغاز والبترول وبوابة لقارة إفريقيا، في مجالات عديدة للطاقة.