ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان.. أسرار تحويل قبلة المسلمين وكيفية الاحتفال
يتساءل الكثير من الأشخاص ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ حيث ينتظر ملايين المسلمون حول العالم موعد ليلة النصف من شعبان 2022 والمقرر فلكيا يوم الجمعة 18 مارس المقبل، وهي الليلة المباركة التي أطلق عليها الكثير من المسميات، بل وورد فيها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي نرصدها معكم عبر القاهرة 24 مع توضيح الحدث الديني الأبرز في هذه الليلة.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
قبل توضيح إجابة ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ لا بد من التنويه بأن شهور السنة الهجرية تضم الكثير من المناسبات الدينية الجليلة التي يفتخر بها المسلمون ويعظمونها بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والإكثار من ذكر الله مثل ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، ووقفة عرفات، وليالي عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، والمولد النبوي الشريف، ويوم عاشوراء.
يحتفل المسلمون بـ موعد ليلة النصف من شعبان يوم 15 شعبان، وهو التاريخ الهجري الثابت لهذه المناسبة من كل عام مع اختلافه بالتقويم الميلادي، وقد وردت الكثير من أدعية ليلة النصف من شعبان التي يمكن الدعاء بها في هذا اليوم المبارك لنيل فضله وبركاته بواحدة من أهم العبادات وهي عبادة الدعاء والتوسل إلى الله.
وعلى غرار التساؤل ماذا حدث في ليلة الصف من شعبان يتساءل آخرون ما هي مناسبة ليلة النصف من شعبان؟ ومناسبتها هو ذكرى تحويل قبلة المسلمين والتي وكانت مفروضة عليهم مع الصلوات الخمس من المسجد الأقصى ببيت المقدس إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، وذلك في السنة الثانية للهجرة، حيث جبر الله عز وجل خاطر نبيه محمد بتلبية ندائه في تحويل القبلة لارتباطه بأبيه إبراهيم عليه السلام رافع قواعد البيت الحرام.
ويقصد بقبلة المسلمين هي الجهة التي يتجهون إليها في الصلاة، وقد ورد عن النبي أنه صلى الظهر إماما بالمصلين في مسجد بني سلمة وقد توجه في صلاته إلى الشام، فلما صار في الركوع الثاني أتاه الأمر الرباني بتغيير القبلة فتحول النبي بوجهته إلى الكعبة المشرفة، وتحول أصحابه معه، ولذلك سمي هذا المسجد فيما بعد بمسجد القبلتين لأن النبي جمع في صلاته فيه بين القبلتين.
أسرار ليلة النصف من شعبان
الإجابة عن سؤال ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان توضح أسرار هذه الليلة المباركة التي أراد فيها الله عز وجل إرضاء نبيه محمد كالتالي:
كان النبي يصلي بالبيت المقدس ويحب أن يصرفه الله إلى الكعبة حتى صرفه الله عز وجل إليها، فقلبه كان متعلقا بمكة المكرمة وكانت أحب البلاد إليه، وعندما أخرجه قومه من مكة إلى المدينة وقف الرسول الكريم على مشارف مكة المكرمة، قائلا: "والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" رواه الترمذي، فجاء أمر الله بتحويل القبلة ليرضي سيدنا محمد حتى تكون إقامته في المدينة المنورة ووجهته في الصلاة إلى مكة المكرمة كي لا يشعر بالحنين.
والسر الثاني من أسرار ليلة النصف من شعبان، هي تحويل قبلة المسلمين بعدما كره سيدنا محمد حديث اليهود الذين كانوا يصلون بالمسجد الأقصى وقالوا "والله ما دَرَى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم.. فكره سيدنا محمد هذا القول ورفع وجهه إلى السماء، فقال الله في كتابه الكريم: " قد نَرَى تقلُّب وجهك في السماء فلنوَلينَّك قبلةً ترضَاها فوَلّ وجهك شَطرَ المسجد الحرام ".
والسر الثالث من أسرار تحويل القبلة، والتي يتضح بها ماذا حديث في ليلة النصف من شعبان هو أن هذا الحدث العظيم جاء اختبارا للإيمان، لمعرفة من يمتثل لأوامر الرسول ومن يعرض عنها، فاليهود كرهوا هذا التحويل ورأوا في تغيير القبلة معارضة النبي محمد للأنبياء الذين كانت قبلتهم القديمة بالمسجد الأقصى.
أما المشركين فقد فرحوا بتحويل القبلة ظنا منهم بأن هذا التغيير سيكون عودة إلى دين أباءهم، حيث تم تغيير القبلة في بادئ الأمر من الكعبة إلى المسجد الأقصى بهدف تطهير المؤمنين من الاعتقادات الجاهلية، ثم التحويل الثاني كان تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وهو التغيير الذي تعامل معه المنافقون بالتشكيك في سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ولذلك جاء تحويل قبلة المسلمين بمثابة اختبار للإيمان وامتثال لأوامر الله ورسوله.
فضل ليلة النصف من شعبان 2022
بعد أن أوضحنا لكم ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان، سيكون هناك الكثير من الفضل لهذه الليلة المباركة والتي يرغب المسلمون في اغتنامها، حيث وردت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن فضل ليلة النصف من شعبان منها ما هو صحيح ومنها ما تم تضعيفه.
وفي الحديث الشريف الذي رواه أحمد والطبراني “إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير”.
وحديث نبوي آخر عن عائشة أم المؤمنين رض الله عنها وأرضاها أن الرسول صل الله عليه وسلم قام من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: “يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خَاسَ بك”؟ أي لم يعطك حقك، قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: “أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه”؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال “هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم”.
وروى ابن ماجة في سننه عن علي رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيه الغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”.
وبهذه الأحاديث نستوضح فضل ليلة النصف من شعبان، بل ونستوضح أيضا فضل الشهر كله في العموم، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه سأل النبي صل الله عليه وسلم بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع علمي وأنا صائم”.
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان
كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقيم ليلة النصف من شعبان مثل باقي أيام الشهر نفسه، وقد قال رسول الله عن قيام الليل «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد».
وروي في حديث آخر: «في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام».
وفي حديث آخر «من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين».
وعن كيفية قيام ليلة النصف من شعبان فقد قال رسول الله: قال " صلاة الليل مثنى مثنى فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى مثنى؟ قال: أن تسلم ف كل ركعتين"
الاحتفال بليلة النصف من شعبان
يستحب الاحتفال بليلة النصف من شعبان بشكل فردي أو جماعي من خلال قيام الليل والإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن على نحو من التدبر في المعاني الكريمة، وقد ثبت عن رسول الله الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصيام، والقيام والدعاء فالدعاء ينفع فيما نزل وما لم ينزل.
وينبغي على المسلمين الإكثار من الدعاء في المناسبات الدينية المباركة مثل ليلة النصف من شعبان، لأن أقدار العباد مكتوبة في اللوح المحفوظ، ومن هذه الأقدار ما هو مشروط بدعاء أو عمل وهو القدر المعلق، ومنها ما هو غير مشروط وهو القدر المبرم، والدعاء من شأنه أن يغير القدر المشروط ويخفف من القدر المبرم.
ومن أدعية ليلة النصف من شعبان ما يمكن ترديدها في كل الأوقات كالتالي:
- اللهم يا ذا المنِّ ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مُقَتَّرًا على في الرزق فامْحُ اللهمَّ بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي.
- اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سَخَطِكَ، وأعوذ بك منك، لا أُحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
- للهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.
- يا رب لا تدع أمرًا في صدري إلا وحللتهَ لي ولا حلمًا سكن في قلبي طويلًا إلا ويسّرته لي.
- اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
- اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى اللهم بشرني بما انتظره منك وانت خير المبشرين.
- اللهم ما أخشاه أن يكون صعبًا هوّنه وما أخشاه أن يكون عسيرًا يسّره وما أخشاه أن يكون شرًا اجعل لي فيه خيرًا ولا تجعلني أخشى سواك.
- ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والِدَيّ وأنْ أعمَلَ صالحًا ترضاه وأدخِلني بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ
- اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
- اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا.
