لماذا رفض الجنوب الأمريكي قانون حظر تجارة العبيد الأفارقة؟
في مثل هذا اليوم 2 مارس من العام 1807، أقر الكونجرس الأمريكي قانونا لـ حظر جلب العبيد الأفارقة إلى أي ميناء أمريكي، أو أي مكان داخل الولايات المتحدة، من أي مملكة أو أي دولة أجنبية.
وتعود بدايات الاستعباد الأمريكي للأفارقة إلى عام 1619 بعد وصول أول شحنة من المستعبدين الأفارقة إلى فيرجينيا، ولكن لم تكن فكرة العبيد الأفارقة منتشرة في جميع الأنحاء خلال القرن السابع عشر، كما سيصبح الحال بعد ذلك، وإنما كان معظم الخدم من الأوروبيين.
بدأ الإقبال على استعباد الأفارقة، في نهايات القرن السابع عشر، بعد انخفاض أعداد الخدم الأوروبي، مما نجم عنه زيادة في اختطاف واستعباد الأفارقة، لتعويض الأوروبيين، ومع دخول الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، كانت أعداد المستعبدين الأفارقة قد تضاعفت، ولا يكاد تخلو منهم أي مستعمرة.
وحتى وقت الثورة الأمريكية على الاستعمار البريطاني، كان التجار الإنجليز وحدهم قد جلبوا إلى أمريكا أكثر من 3 ملايين من الأفارقة المستعبدين، وبعد الحرب، أخذت الولايات الشمالية في إصدار العديد من التشريعات والقوانين التي تحظر تجارة العبيد، لكن كان الجنوب ما يزال على حاله في تلك الأوقات، وكانت تجارة العبيد مزدهرة في الولايات التابعة له.
عمالة رخيصة وقانون لم يطبق
زادت مسألة إلغاء العبودية من التوتر بين الجنوب والشمال، وذلك لاعتماد الجنوب في مصانعه وأعماله على العمالة من العبيد، والتي لا يستطيع تعويضها بالأسعار الزهيدة نفسها، والحقوق المهضومة، وكان الجنوب يحوي في مطلع القرن التاسع عشر أكثر من أربعة ملايين مستعبد.
ومع مناقشة الكونجرس للمشروع، انضم العديد من أعضاء الجنوب لجانب المصوتين لإلغاء العبودية، وفي عام 1808، أصبح القانون ساريا، لكن لم يطبق القانون في الجنوب، بل وأصبح الأطفال مستعبدون هم الآخرون.