قبلة سياحية وبلد التتار.. أشياء لا تعرفها عن أوكرانيا قبل فبراير الأسود
أوكرانيا قبل 24 فبراير ليست كما كانت عليه قبل هذا التاريخ، وهو موعد دخول القوات الروسية الحدود الأوكرانية، وما زالت قوات الجيش الروسي تواصل زحفها نحو العاصمة الأوكرانية كييف، دون مراعات لخسائر بشرية يتكبدها الجانب الروسي، أو تساقط ضحايا من الشعب الأوكراني، ليتحول فبراير 2022 إلى فبراير الأسود في تاريخ أوكرانيا.
ونستعرض فيما يلي أبرز ملامح أوكرانيا السياحية والاقتصادية والسياسية والتاريخية، فهي صاحبة أقدم المدن والشواطئ، وثاني أكبر دولة في القارة العجوز أوكرانيا، علاوة على ريادتها في بعض الصناعات..
قبلة السياحة وثامن أكبر مستقبِل للزوار
أوكرانيا تحتل المركز الثامن ضمن الدول الأكثر عدد سياح وفق تصنيف منظمة السياحة العالمية، تبعا للمناطق السياحية والأثرية التي تتمتع بها، حيث لدى أوكرانيا ما يصل إلى 7 مواقع للتراث العالمي طبقا لليونسكو، وتتميز بالعديد من الشواطئ الممتد على طول البحر الأسود، وغابات الزان البدائية وسلسلة جبال خلابة في منطقة جبال الكاربات، وجزيرة خورتيسيا، وهي أكبر الجزر الموجودة في نهر دنيبر، بالإضافة لحصن خوتين، والعديد من الكنائس التاريخية كـ "كاتدرائية القديسة صوفيا" ودير سانت مايكل ذو القبة الذهبية، بالإضافة لعدة مساجد آثريه، وتعد الفترة من شهر أبريل حتى شهر أكتوبر، هي أفضل فترة للسياحة في أوكرانيا، وأفضل المدن السياحية في أوكرانيا هي مدينة كييف، وديسا، ويالطا، وتشيرنيهيف.
ثاني أكبر دولة بالقارة العجوز
وتتميز أوكرانيا بموقع استراتيجي مميز يقع بين أوروبا الوسطى والشرقية، وهي ثاني أكبر دولة في أوروبا بعد روسيا، حيث تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة المملكة المتحدة.
الرابع عالميًّا في نسبة المتعلمين
وتحتل أوكرانيا المركز الرابع من حيث نسبة المتعلمين بنسبة بلغة 99 %، وتصنف اللغة الأوكرانية كثاني أفضل لغة بعد الإيطالية من حيث الخصائص اللحنية، وصنفت كثالث أجمل لغة في العالم بعد الفرنسية والفارسية، قياسًا بعدة معايير أبرزها اللفظ والمفردات وبناء الجملة، وفازت بالمركز الثالث في المسابقة اللغوية التي أقيمت في باريس عام 1934.
نشاط صناعي وفضائي
تساهم أوكرانيا في إنتاج أنواع عديدة من مركبات النقل والمركبات الفضائية، ويتم تصدير طائرات أنتونوف وشاحنات كراز لكثير من البلدان، ولدول الاتحاد الأوروبي، وكانت تمتلك أكبر طائرة شحن في العالم وهي من طراز "أنتونوف 225 مريا" أوكرانية الصنع، والتي احترقت خلال الهجوم الروسي على مطار غوستوميل، وفق صحيفة الديلي تلجراف البريطانية.
وتعد أوكرانيا مشاركا نشطا في مجال استكشاف الفضاء وإرسال البعثات الاستكشافية، وأطلقت ستة أقمار صناعية و101 مركبة، بين عامي 1991 و2007، وتعتمد بنسبة 25 % من الغاز الطبيعي على مصادرها الداخلية، وتحتل المرتبة الرابعة في العالم في عدد الشهادات المحترفة في تكنولوجيا المعلوماتية بعد الولايات المتحدة والهند وروسيا.
كييف وخاركيف القلب النابض ومركز الصناعة الأوكرانية
العاصمة الأوكرانية (كييف) واحدة من أهم وأكبر مدنها، وتعتبر واحدة من أقدم المدن في أوروبا الشرقية، تقع بالإضافة لمدينة أوديسا التي تقع على ساحل البحر الأسود جنوب أوكرانيا، وبها أكبر موانئ البلاد البحرية، وبسبب موقعها الاستراتجي، اشتهرت أديسا منذ القدم كمركز للصناعة والتجارة والعبور.
وهناك مدن أخرى مثل مدينة (خاركيف) وهي بمثابة القلب النابض للثقافة والعلم والتجارة والصناعة في أوكرانيا، وتضم 60 معهدا للبحوث العلمية، ونحو 30 جامعة، و8 متاحف، و7 مسارح، بالإضافة لمكانتها كمركز اقتصادي للصناعة والتجارة، وأبرز مصانعها مصنع المحركات، وثاني للجرارات، وأخر للماكينات والدبابات.
القرم.. نزاعات تاريخية وأحقية امتلاك
تعد شبه جزيرة القرم محور أخطر أزمة بين روسيا وأوكرانيا منذ الحرب الباردة، وتجددت الأزمة وتوترت العلاقات، عندما قامت قوات موالية لروسيا بالسيطرة على القرم، وبعد ذلك صوت سكان المنطقة – وغالبيتهم من ذوي الأصول الروسية – في استفتاء عام للانضمام إلى روسيا الاتحادية، وأعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين في 2014 أن (القرم) جزء من روسيا، ولكن أوكرانيا والدول الغربية قررت أن الاستفتاء كان غير شرعي. وفقا لـ البي بي سي.
وترجع بدايات بذرت النزاعات والتوترات وأثبات أحقية نسبة شبه الجزيرة بين روسيا وأوكرايا، عندما سيطرت الإمبراطورية الروسية على القرم، وضمتها إبان حكم كاثرين العظيمة في عام 1783، وظلت جزءا من روسيا إلى عام 1954، قام الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف بإهدائها إلى جمهورية أوكرانيا السوفيتية آنذاك "من أجل تعزيز الوحدة بين الروس والأوكرانيين".
تتار القرم.. السكان الأصليون لشبه الإقليم
وكان البرلمان الأوكراني تبني قرارا يعتبر تتار القرم هم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، ويمثل تتار القرم ذوو الأغلبية المسلمة، نحو 12 في المئة من سكان شبه الجزيرة، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم، وتبلغ نسبة السكان من ذوي الأصول الروسية نحو 58 في المئة، وهم أكبر عرقية تسكن الإقليم.