تضييق الخناق على ميناء ماريوبول الاستراتيجي المُحاصر.. ورئيس البلدية يناشد بحل المشاكل الإنسانية
مع كل خطوة تتقدمها القوات الروسية جنوب وشرق أوكرانيا، في اليوم العاشر للعملية العسكرية التي أطلقت الشهر الماضي، بدأ الخناق يضيق على مدينة ماريوبول ومينائها الاستراتيجي.
فقد أعلن رئيس البلدية فاديم بويتشينكو، أن ميناء المدينة الواقعة شرق البلاد، يتعرض لـ "حصار" يفرضه الجيش الروسي ولهجمات "عنيفة".
وقال في رسالة اليوم السبت على حساب "تليغرام" التابع لبلدية ماريوبول البالغ عدد سكانها نحو 450 ألف نسمة والمطلة على بحر آزوف، حسب ما نقلت فرانس برس: "نبحث حاليا عن حلول للمشاكل الإنسانية وعن كل السبل الممكنة لإخراج المدينة من تحت الحصار".
وكان رئيس البلدية اتهم أيضا في رسالة عبر تليغرام، الروس والقوات الموالية لهم بمنع عمليات الإجلاء وإمداد المدينة الساحلية.
كما أعلن أن القوات الروسية "دمرت الجسور والقطارات لمنع إخراج المدنيين، أو الحصول على الإمدادات"، وفق تعبيره، وزعم أن "روسيا تسعى لحصار المدينة كما كانت الحال في لينينغراد" في إشارة إلى المدينة السوفيتية التي أصبحت تعرف اليوم بسانت بطرسبرغ، والتي حاصرها في الحرب العالمية النازيون.
يشار إلى أن السيطرة على ماريوبول تعد أمرا استراتيجيا بالنسبة لروسيا، لأنها ستسمح لها بالربط بين قواتها الموجودة في شبه جزيرة القرم (جنوبا) وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في دونباس (شرقًا).
وكانت القوات الروسية أعلنت قبل أيام، السيطرة على المدينة الاستراتيجية، وأكدت أنها فتحت ممرات إنسانية للسماح بخروج المدنيين من العديد من المدن الأوكرانية الأكثر تعرضًا للهجمات، ومن بينها ماريوبول.
يذكر أنه مع مواصلة العملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير الماضي، تعالت المطالبات الأوكرانية والدولية على السواء من أجل فتح ممرات إنسانية، وإخراج المدنيين.
كما شددت الأمم المتحدة على أهمية الحفاظ على أرواح المدنيين وعدم استهداف المواقع السكنية.
فيما اتفق الوفدان الروسي والأوكراني يوم الخميس في الجولة الثانية من المفاوضات على فتح ممرات إنسانية، وإجلاء المدنيين، على أن تستأنف الجولة الثالثة غدا أو بعده، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من أن الرئيس الروسي كرر أمس أنه ماضٍ في العملية العسكرية حتى تحقيق الأهداف، ومن ضمنها نزع سلاح الجارة الغربية، الذي يعتبره "مهددا لأمن روسيا الاتحادية".