ذاكرة الأمثال.. حاجة ما تهمك وصّي عليها جوز أمك
الأمثال ليست مجرد أقوال يتم استدعاؤها للفكاهة والضحك والتسامر، لأن الأمثال تمثل هوية الأمم وجذورها الضاربة في عمق التاريخ، فبقدر ما تكون الأمثال قديمة بقدر ما تكون حضارة وهوية الأمة التي تركت هذه الأمثال قديمة وضاربة في التاريخ.
وبناء على ذلك توقفنا الأمثال على تجارب أسلافنا فنتزود منها بالخبرات الحياتية ونأخذ منها الدروس والعبر، والأحوال التي يستحضر الإنسان فيها الأمثال كثيرة ومتنوعة.
«من الأمثال المتوارثه قولهم: حَاجَةْ مَا تْهِمَّكْ وَصِّي عَلِيهَا جُوزُ أُمَّكْ، ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه معجم الأمثال أن الجوز مُحَرَّف عن الزوج؛ أي: لا تُوصِ زوج أمك إلا على ما لا يهم؛ لأن من عادة أزواج الأمهات إهمال ما لأبنائهن من غيره، فإذا أوصيته بحفظ الشيء الثمين أضاعه بإهماله، أو حازه لنفسه.
ويُروَى المثل أيضًا: «الشيء اللِّي ما يهمك وصي عليه جوز أمك» إلخ. والأول أشهر، وهو مَثَلٌ قديم عند العامة أورده الأبشيهي في جاء في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف للإبشيهي برواية: حاجة لا تهمك وَصِّي عليها زوج أمك.
حافية وسابقة المداعي
ومن الأمثال الطريفة أيضا قولهم حافية وسابقة المداعي، والمقصود بالمداعي بفتح الميم في لغة أهل الإسكندرية النساء اللاتي يذهبن للدور لدعوة أصحابها إلى الأعراس، ويكنَّ من صاحبات العرس وصديقاتهن. وأما في القاهرة فيقال لهن: المُدْنات بضم الميم وتسكين الدال، وأصله المؤذنات بالدعوة.
ومعنى المثل: تكون حافية لا تملك نعلًا، فضلًا عن الثياب، ثم تسبق الداعيات المتزينات إلى الدور، وتعد نفسها منهن. يُضرَب المثل للإنسان الوضيع الرَّثِّ الهيئة يزج بنفسه مع الأعلى قدرًا.