هل يساعد ارتفاع أسعار السجائر في إقلاع المدخنين عنها؟

رفعت الشركة الشرقية للدخان، مطلع مارس الجاري، أسعار 11 صنفا من السجائر الشعبية، بقيمة جنيه واحد، موضحة أنها تأتي اتساقا مع أحكام قانون ضريبة القيمة المضافة، وقانون التأمين الصحي الشامل.

وقال إبراهيم الإمبابي، رئيس شعبة الدخان بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إن ارتفاع أسعار السجائر سببه زيادة أسعار نولون الشحن الفترة الحالية، فضلا عن قرارات البنك المركزي الأخيرة لتنظيم الاستيراد والتي أضافت أعباء على المنتجين.

القاهرة 24 أجرى استطلاعا للرأي، بين عدد من المدخنين لمعرفة هل ستكون الزيادة الأخيرة سبب في إقلاعهم عن التدخين، وهل ستكون الزيادة أحد أسباب تراجعهم عنه؟، علاوة على استعراض معدل استهلاك المصريين للسجائر، وأبرز شرائح المدخنين. 

أسعار السجائر بعد الزيادة الأخيرة 

بعد الزيادة الأخيرة سجلت أسعار سجائر بوكس 10، 11.5 جنيه، وتباع سجائر كينج سايز كليوباترا بـ18.5 جنيه، وكليوباترا سوفت كوين بـ19 جنيها، وسجلت أسعار بوسطن بلومنت 19.5 جنيه، فيما بلغ سعر كليوباترا سوبر 21 جنيها، وهو نفس سعر بيع سجائر مونديال، فيما ارتفعت أسعار مونديال سويتش لتسجل 24 جنيها، وسجلت كليواترا بلاك 24 جنيها، وهو نفس سعر بيع ماتوسيان سوبر.

مدخنون: لن نقلع عن التدخين بسبب ارتفاع الأسعار 

استطلعنا رأي عدد من المدخنين لمعرفة ما إذا كانت الزيادة ستكون سبب في إقلاعهم عن التدخين أم لا، لكن بعضهم أكد أنه مستمر في استهلاكها رغم الزيادة الأخيرة.

وقال آخرون إن زيادة سابقة في أسعارها، دفعتهم للتوقف عن تناولها، لكن لبعض المواقف والمشاكل دفعتهم للعودة إليها مجددًا.

يقول محمود عدوي، 35 عاما، محاسب، إنه توقف عن التدخين بعدما ارتفعت أسعار السجائر العام الماضي، وحسب حجم الأموال التي يُنفقها على تدخين السجائر، وبعدما فوجئ بأنها كثيرة قرر التوقف عن تدخينها.

وأضاف عدوي لـ القاهرة 24، أنه أقلع عن التدخين لمدة 8 أشهر، وخلال هذه المدة وجد نفسه أصيب ببعض الأمراض، ووجد نفسه يتردد على الأطباء كثيرًا، وحدثته نفسه بأنه في كلتا الحالتين صحته متدهورة، فعاد مره أخرى إلى التدخين، وشعر بأن صحته باتت أفضل بعد عودته إلى التدخين. 

أما حاتم مصطفى، 37 عامًا، موظف، فأوضح أن المواقف التي يمر بها الشخص هي التي تدفعه إلى التدخين، فعندما تكون الحالة النفسية للشخص سيئة يشجعه هذا على تدخين السجائر، ليخفف عن نفسه الضغط، وعندما يكون في مناسبة يدخن السجائر أيضًا، وعندما يكون في رفقة شخص يدخن السجائر يشاركه في التدخين.

وأضاف مصطفى لـ القاهرة 24، أن ارتفاع أسعار السجائر لن يدفعه للإقلاع عن التدخين مهما بلغ سعرها، لأنها أصبحت عادة وجزءًا من حياته اليومية، ولا يستطيع الاستغناء عنها،  مؤكدا أنه بدأ تدخين السجائر منذ صغره، لذلك فإن قرار الإقلاع عنها يكون صعبًا عليه. 

واتفق معه مصطفى خالد، طالب، 22 عاما، بأنه من المستحيل أن يُقلع عن التدخين مهما بلغ سعر علبة السجائر، لأنها جزء من حياته، ويرى أن قرار الإقلاع عنها صعب لجميع المدخنين وليس عليه بمفرده، مؤكدا أنه سيشتري السجائر مهما ارتفع سعرها.  

جهاز حماية المستهلك يلزم الشركات بطباعة السعر على العبوة 

ونشرت الجريدة الرسمية، في 2 ديسمبر 2021، قرار جهاز حماية المستهلك رقم 125 لسنة 2021 بشأن إلزام كافة شركات إنتاج وتصنيع واستيراد السجائر بأنواعها وبدائلها، وكذا المعسل بأنواعه بطباعة الأسعار على كافة المنتجات بشكل واضح وغير قابل للمحو، مع جواز طباعة السعر بشكل إلكتروني بتقنية كيو آر كود، وذلك في مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ صدور القرار.

معدل استهلاك المصريين للسجائر 

أما عن معدل استهلاك المصريين للسجائر، فقد جاءت مصر عام 2017 ضمن أكثر 10 دول يحرص سكانها على التدخين بكل أنواعه، ووصل معدل استهلاك المصريين للسجائر 280 مليون سيجارة يوميا، وفقا لدراسة إحصائية صادرة عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية.

وسجلت الدراسة أن معدل استهلاك المصريين للسجائر، خلال 2017، قرابة 83 مليار سيجارة تقدر تكلفتها بـ73 مليار جنيه، في الوقت الذي وصل معدل استهلاك تبغ المعسل 50 ألف طن سنويا، بقيمة 3 مليارات جنيه.  

18 مليون مدخن في مصر 

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يوجد في مصر 18 مليون مدخن بنسبة 17.7٪ من إجمالي السكان ممن تتراوح أعمارهم 15 سنة فأكثر.

ورغم أن الإحصائيات تشير إلى أن التدخين ظاهرة ذكورية بالأساس في ظل انخفاض نسبة المدخنات، فنسبة المدخنين بين الذكور تبلغ 35.6٪، مقابل 0.3٪ بين الإناث، إلا أن نسبة كبيرة منهن أصبحت عرضة للتدخين السلبي، بسبب وجود فرد واحد على الأقل داخل الأسرة مدخن.

4 شركات سجائر تعمل في مصر 

أما عن شرائح المدخنين، فقد قسمهم إبراهيم الإمبابى، رئيس شعبة الدخان والمعسل بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، موضحًا أنه يتم إنتاج 60 مليار سيجارة من قبل الشركة الشرقية للدخان سنويا، وهي إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، والتي تتبع وزارة قطاع الأعمال العام، مقابل 20 مليار سيجارة منتجة من خلال الشركات الأجنبية في مصر، التي تنتج من خلال خطوط الشركة الشرقية للدخان.

وأضاف: توجد 4 شركات سجائر أجنبية تعمل في مصر، هي: فيليب موريس، المنصور الدولية، بريتيش توباكو، جي تي آي اليابانية.

ارتفاع مبيعات الشرقية للدخان 

من جانبها أعلنت الشركة الشرقية للدخان، أكبر منتج للدخان في مصر، ارتفاع مبيعاتها السنوية (شاملة الضرائب) إلى 64 مليار جنيه خلال العام المالي المنتهى يونيو 2021، مقارنة بمبيعات سنوية سابقة بلغت 55 مليار جنيه.

وكشف تقرير أرسلته الشركة إلى البورصة، ارتفاع صافي المبيعات (دون الضرائب) إلى 16 مليار جنيه خلال 2021، مقارنة بمبيعات سنوية سابقة بقيمة 14.4 مليار جنيه، وارتفع صافى ربح الشركة إلى 4.2 مليار جنيه خلال العام المالي المشار إليه، مقارنة بصافي ربح قدره 3.7 مليار جنيه خلال العام السابق. 

أضرار السجائر على الصحة 

أجمع الأطباء في مختلف التخصصات على الأضرار الكبيرة للسجائر في مختلف التخصصات، حيث تحتوي على مواد ضارة كثيرة، وتسبب عددًا من الأمراض المختلفة، مثل أمراض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، وسرطان الرئة الذي يتصدر الأضرار الناجمة عن أخطار التدخين.

وللتدخين أضرار خطيرة أيضا على صحة القلب والأوعية الدموية، فقد ثبت أن نسبة انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية الطرفية هي أكثر بمرتين لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين، وبشكل مشابه، فإن نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية ( CVA ) هي أكبر بثلاث مرات تقريبا لدى المدخنين بالمقارنة مع غير المدخنين.

وأشارت دراسات إلى أن هناك صلة مباشرة بين أخطار التدخين أثناء الحمل، وارتفاع نسبة الإجهاض، فالنساء اللاتي يدخن خلال فترة الحمل يكن لديهن أجنة أصغر ويلدن أطفالا بوزن أقل من المتوسط، وبالمثل، فقد يكون المدخنون الرجال أقل خصوبة.